كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
تعيش منطقة الشّرق الأوسط لحظاتٍ دقيقة ومصيريّة، بعد تنفيذ العدو الإسرائيليّ تهديداته، واغتيال القياديّ الكبير في "حزب الله" فؤاد شكر في الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، ورئيس المكتب السّياسيّ لحركة "حماس" اسماعيل هنيّة خلال زيارته العاصمة الإيرانيّة طهران، في أقلّ من 24 ساعة. المنطقة تغلي، وقد ينفجر الوضع في أي لحظة، لكن، ما لفت الأنظار، دقّة العمليّتَين، فهل يُمكن تنفيذ هكذا نوع من العمليّات من دون عامل بشريّ؟
يعتبر الخبير العسكريّ والاستراتيجيّ العميد ناجي ملاعب أنّ "التفوّق الإسرائيليّ في الأسلحة والعتاد، والتفوّق الجوّي واضح، منذ 7 تشرين الأوّل".
ويقول، في حديث لموقع mtv: "ركّزت إسرائيل على تجفيف الطّاقات البشريّة من خلال اغتيال قيادات "حزب الله"، كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، بعد 7 تشرين الأوّل، أنّ كلّ قادة "حماس" في الدّاخل والخارج، هم قيد الاستهداف من قبل إسرائيل، كما رأى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ يد إسرائيل طويلة وتصل إلى أي شخص في أي مكان".
وعن الاعتداء الإسرائيليّ على الضاحية الجنوبيّة، واغتيال القياديّ الكبير في "حزب الله" فؤاد شكر، يرى ملاعب، أنّ "اللافت أنّ الهدف في الضاحية كان عسكريّاً، لكن ذهب ضحيّته مدنيّون بين شهداء وجرحى، وهذا الأمر يستلزم ردّاً من قبل "حزب الله"، لا سيّما أنّ إسرائيل كانت تخشى تداعيات أيّ عمل عدائيّ ستنفّذه".
ويؤكّد أنّ "ما نشهده هو حرب، ولدى إسرائيل عملاء، وفرق كاملة تختصّ بالاغتيالات، كما لديها الوحدة 8200، التّابعة لـ"الموساد"، تنفّذ هكذا عمليّات".
الرّد حتميّ وسيحصل، لكن متى؟ يقول ملاعب: "بعد اغتيال القياديّ البارز في حركة "حماس" الشيخ صالح العاروري في الضّاحية الجنوبيّة، عمليّاً، لم يكن الردّ مباشراً وفوريّاً بل أتى الرّدّ حوالى أسبوع، فكانت الحرب، حرب أعصاب، وقال "الحزب" آنذاك، إنّ "الرّدّ سيحصل ولكن نحن نقرّر متى وكيف وليعش وليعانِ العدو الإسرائيليّ فترة من الزّمن"، وهذا ما يُسمّى بـ"الصّبر الاستراتيجيّ" أي اختيار الزّمان والمكان المناسبين للرّدّ".
ماذا عن الردّ الإيرانيّ؟ يشدّد ملاعب على أنّه "سيكون هناك ردّ علنيّ إيرانيّ على اغتيال اسماعيل هنيّة"، معتبراً أنّه "إذا لم تردّ إيران، فستكون ضحّت بعلاقات كبيرة كانت تربطها مع محور المقاومة، لا سيّما "حماس" والجهاد".
ويرى أنّ "ما حصل في مجدل شمس في الجولان المحتلّ يخدم هدفين لإسرائيل، الأوّل، أنّها استطاعت أن تصل الى أحد قادة "حزب الله"، وهذا ما يعيد بعض الرّدع لجيشها بنظرها، والثّاني أنّ نتنياهو يتهرّب دائماً من وضعه الدّاخليّ من خلال الهروب الى الأمام عبر فتح جبهة جديدة أو توسيعها، وهذا أسلوبه"، لافتاً إلى أنّ "التّعامل مع "حماس" شيء والتّعامل مع "الحزب" كرأس للمقاومة شيء آخر".
ويختم ملاعب، قائلاً: "ردّ "حزب الله" قد يتأخّر، لكن ما سيحصل سيُثبت أنّ إسرائيل ستخضع لردّ مؤلم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك