كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
لطالما أتَتنا الرأفة من السماء... فمَن هم على الأرض ما تركوا سبيلا إلا واستعملوه للتنكيل بنا... وتاريخنا شاهدٌ على كل ما أصاب هذا الشعب، حتى ما لم يُكتب منه، تجدُهُ محفورا في نفوسٍ حزينة وعيونٍ راقَصَت الموت والدمار والظلم.
غريبٌ أمرُ هذه البلاد الزاخرة بالقدّيسين والشياطين في آنٍ واحد... ولا نبالغ حينما نصفُ حفنة المتحكّمين بمصيرنا والمتلذّذين بمعاناتنا على أنهم أعداء الله والحياة. فما حلّ بشعبنا من قِبَل مواطنيه لم يقترفهُ أي عدوّ.
بلدٌ بحجم لبنان، دمّرته الحربُ أرضًا وناسًا، لتتبعها ويلات السلمِ التي دمّرت الباقي... وحدهم قديسو هذه البلاد بقيوا السند الاول والاخير، هم الذين نجثو امامهم علّ الكابوس ينتهي، هم الذين نتضرّع لهم حتى يكفّ أولئك بلاءهم عنا.
نُهبت الجيوبُ والارض في أكبر عملية سطو يتعرّض لها شعبٌ بكامله، نُهبت الوزارات "على عينك يا تاجر"... ومقابل الوعود الفارغة والكهرباء المقطوعة، لم تتعثر أضواء عنايا وحريصا وكفيفان وجزين وحملايا... هي التي، على الارجح، أنارت أمامنا الدروب التي أريد لها ان تكون مظلمة.
فجّروا العاصمة بما ومَن فيها، فكُمّت الافواه المطالِبة بالعدل والحقيقة، واقتُلعت العيون الباحثة عن الحقّ...
نُكّل بنا مؤسّساتيا وسياسيّا واجتماعيّا واقتصاديّا، فلا رئيس إلا حينما يرغب البعض، ولا حياة إلا كما يريدها البعض، ولا دولة طالما العيون شاخصة إلى ما وراء الحدود... لم ترحمنا الانفجارات والاغتيالات والعبثية في التعاطي، والوقاحة التي تسمحُ لمن يريد بشنّ حروبٍ أو تهديدِ قضاة...
وحدهم قدّيسو هذه البلاد حملوا الوزر الثقيل معنا، هُم لم ينقذونا ربما من كل ما سبق ذكره، إلا انهم ساعدونا على التحمّل والصبر، والحملُ هنا ثقيلٌ ثقيل.
تكرّمت علينا السماءُ بالكثيرِ، وعوّضت علينا ما فعلتهُ شياطينُ الارض، فأتانا شربل ورفقا، نعمة الله, أسطفان نعمة، ويعقوب الكبوشي... وحينما ظننّا ان السبحة انتهت، وأن النّعم السماوية فاضت علينا، أطل البطريرك اسطفان الدويهي لينير شعلة جديدة، شعلة أتت لتذكّرنا أن هذه الارض وناسَها ليسوا متروكين... قد نكون مظلومين نعم، لكن بالتأكيد، الله معنا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك