رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي العلامة الشيخ علي الخطيب أن "المقاومة هي مؤسسة من مؤسسات هذه الأمة، ومن مؤسسات هذا المجتمع. السلطة كانت كما ترون ضد المقاومة، السلطة لها مصالحها، الموجودون في السلطة لهم مصالحهم وأهدافهم وهي ليست مصالح وأهداف الأمة التي لا تعنيهم، وإنما يعنيهم البقاء في السلطة، تعنيهم مصالحهم، ولا يعنيهم أن يكون هناك مجتمع يقف في وجه فسادهم وانحرافهم، لذلك المقاومة لم تكن نتاج السلطة، إنما كانت نتاج الأمة ، هي التي تعبر حقيقة عن الأمة في ظرف مصيري من أصعب الظروف، في مواجهة المشروع الغربي، يحاولون من باب ضرب هذه المقاومة تشويهها والقول بأنها طائفية، وبأنها ذات أهداف مذهبية، وذات أهداف سلطوية، لأنهم يتحسسون أن هذه المقاومة ستؤثر على مصالحهم، وعلى ارتباطاتهم".
مواقف الخطيب اطلقها خلال مجلس عزاء حسيني في دارة حسين جملو الموسوي في بلدة النبي شيت، بحضور المعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" النائب السابق حسين الموسوي، رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب الدكتور حسين الحاج حسن، النائب الدكتور ابراهيم الموسوي، الوزيرين السابقين الدكتور فايز شكر وعباس مرتضى، عضو الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" بسام طليس على رأس وفد من قيادة الحركة، وفاعليات دينية وقضائية وأمنية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وسأل الخطيب: "الذين يقفون في وجه المقاومة ما هي إنجازاتهم؟ انجازاتهم تخريب مجتمعاتنا، إذا كان التخريب إنجازاً، بيع مجتمعاتنا والقضاء على تطلعات شعوبنا، على تطلعات شبابنا الذين لم يجدوا أمامهم من يقف بمسؤولية ويتحمل المسؤولية لمعالجة مشاكلهم، للوقوف أمام التهديدات المصيرية لأمتهم".
وتابع: "لأن المقاومة هي مؤسسة من مؤسسات المجتمع الأهلي، هي تعبير عن ضمير كل واحد فينا، وهي اليوم، ومرة بعد أخرى تقف بثبات وبتقدم، وتقتنع الأمة بها يوما بعد يوم، أنها تعبر عن مصالحها وعن تطلعاتها، وانها تحقق أهدافها. لقد كانت المقاومة في بدايتها ربما تضم أفرادا قليلين، كانت ضعيفة، كانت غير مقبولة من كثير من فئات المجتمع، كان المجتمع يخاف من هذه الطروحات، كان التشويه يجد طريقه إلى آذان وقلوب بعض الناس، ولكن نتيجة الصبر، ونتيجة التضحيات، هذه المقاومة وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم لتتحدى العالم. المقاومة اليوم لا تتحدى عدداً من اليهود الذين يسكنون فلسطين، هي تتحدى النظام العالمي، النظام الدولي، الذي يقف الغرب على رأسه، والذي يحاول بأي شكل من الأشكال ضرب هذه المقاومة لأنه كان يعلم من البداية أن هذا الخط سيصل إلى مرحلة من المراحل سيقضي على مصالحه، وسيكون هناك لهذه الأمة موقعا جديداً بين الأمم، سيكون لهذه المقاومة تأثير على التحولات الدولية والتحولات العالمية، ليس على صعيد منطقتنا نحن فقط، وإنما على صعيد العالم".
وختم الخطيب: "هؤلاء الشهداء الذين يمثلون كرامتنا وعزتنا، أهل الشهداء، بيئة الشهداء، بيئة المقاومة، هذه البيئة الطاهرة التي لم تتزعزع على رغم كل التهديدات وخطورة المسار الذي سارت به، وخطورة الحروب التي تعرضنا لها، خلال أعوام 1993 و1996 و2000، و2006 التي تنتج اليوم إن شاء الله تحريراً عظيماً ونصراً كبيراً استراتجياً، يحقق أهداف هذه الأمة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك