كتبت لارا يزبك في "المركزية":
جدّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الأربعاء، احتكار قرار الحرب والسلم، ومضى قدمًا في تهديد الإسرائيليين بالويل والثبور وعظائم الامور إن هم تجرأوا على توسيع حربهم على لبنان، كما تفرّد مرة جديدة بالردّ على كل مساعي التهدئة الدولية وآخرها مساعي المبعوث الأميركي آموس هوكستين، فأعلن أن لا حديث في وقف النار أو في التسوية على الحدود الجنوبية، إلّا بعد توقّف الحرب على غزة.
لكن الجديد في خطابه أمس، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، هو فتحُه أيضًا "على حسابه"، في مسألة سياسات لبنان الخارجية.
هذه القضية سيادية تمامًا، تقول المصادر، شأنها شأن قرار الحرب والسلم. لكن نصرالله اعتاد، في ظل استسلام الدولة ومؤسساتها له، ان يقرر هو، ويحسم في القرارات الكبرى. من هنا، كاد يعلن قبرص دولة "عدوة"!
هو توجه إليها قائلًا: "لدينا معلومات أن العدو يجري مناورات في قبرص في مناطق ومطارات قبرصية، وابلغنا السلطات في لبنان بالملف عند زيارة الرئيس القبرصي ونفى ذلك، رغم أنّه صحيح مئة في المئة، لذلك يجب أن تعلم الحكومة القبرصية أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الاسرائيلي لاستهداف لبنان يعني انها اصبحت طرفا في الحرب وسنتعامل معها على هذا الأساس".
نعم، بكل بساطة، ومن دون ان يرف له جفن، توعّد نصرالله قبرص، الدولة التي للبنان علاقات طبيعية ومصالح "نفطية" وأكثر، معها، وهدّدها بشن حرب عليها!
قد يكون الامين العام تجرّأ على اطلاق هذا الموقف، بعد أن رأى أنّه حين هاجم العرب والخليجيين في الأعوام الماضية، وخرّب علاقات لبنان معها وصولُا إلى حدّ سحب سفرائها من بيروت، لم يقف في وجهه أحد، بل لم تحرّك الدولة ساكنًا واكتفت ببعض البيانات الشعريّة.
اليوم، تتابع المصادر، المطلوب من الحكومة ان ترفض مواقف نصرالله وأنّ تطالبه وفي العلن، بوقف تعكير علاقات لبنان بجيرانه، والأهم، بوقف التطاول على الدولة وتجاوز مؤسساتها وسيادتها ومصادرة قرارها.
لكن مع الاسف، من المستبعد ان تفعل، تضيف المصادر... انطلاقا من هنا، حمانا الله من حربٍ يطلقها الحزب على قبرص بعد أن فتح حربًا على إسرائيل في ٨ تشرين الماضي!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك