كتبت لارا يزبك في "المركزية":
في موقف إسرائيلي لافت يأتي في خضم الاستعدادات لحرب لإبعاد "حزب الله" عن الحدود الشمالية للكيان العبري، أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي، أمس "نجحنا في إبعاد خطر اجتياح حزب الله لمناطق واسعة في الجليل". وأردف "إمكانيات حزب الله العسكرية على الحدود متواضعة وليست كما قبل 7 تشرين الأوّل". ولفت المسؤول الإسرائيلي الى أنّ "اغتيال مسؤولين في حزب الله يسبب ارتباكا وضررا مباشرا عليه". وتابع "حزب الله اضطر إلى سحب قواته لمسافة 8 كلم داخل الأراضي اللبنانية". وأشار المسؤول الإسرائيلي الى أنّ "المعركة في الجبهة الشمالية دفاعية في الكثير من الأحيان".
الحرب التي يلوّح بها الاسرائيليون ضدّ لبنان، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، هدفُها إجبار حزب الله الى التراجع الى ما وراء الليطاني للقضاء في شكل كبير، على التهديد الذي يشكّله لأمن المستوطنات الشمالية. هذا ما يعلنه المسؤولون الاسرائيليون وهذا ما يرددونه منذ أشهر. وقد أفاد إعلام إسرائيلي بأنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين الأحد "ستنقلون رسالة واحدة لرئيس وزراء لبنان، إمّا عودة "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني الآن أو الحرب"... والموقف ذاته تقريبًا، أبلغه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الى هوكستين... حيث أشار إلى أنّ "اسرائيل مضطرة إلى إبعاد "حزب الله" عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري، ويجب أن تتوقف الفوضى في الشمال".
وبينما يبدو أنّ كل شيء بات جاهزًا من أجل خوض هذه الحرب، وان السلطات السياسية في إسرائيل ما عادت تعتبر أنّ الخيار "الدبلوماسي" مفيد وسيحقق لها امان مستوطنات الشمال، خرق الموقف المذكور اعلاه هذه الضجة والضبابية كلّها، وشكّل "علامة فارقة" اذا جاز القول، اذ شذّ عن كل ما يُقال في اسرائيل.
اللافت في هذا الموقف، تتابع المصادر، أنّه يدل على أنّ خيار العمليات العسكرية المحدودة وأيضا العمليات الأمنية المتمثلة بالاغتيالات والتصفيات واستهداف مقار الحزب، نفع، ونجح في تحقيق هدف إبعاد الحزب عن الحدود، ولو بصورة جزئية، حتى الساعة. وقد يشكّل هذا الكلام، سلّما، لينزل الاسرائيليون عن الشجرة العالية التي صعدوا عليها منذ اشهر، بحديثهم عن حرب كبيرة يجب ان تشن ضد الحزب ولبنان لإبعاده عن الحدود. ذلك ان الاستمرار في ما هم يفعلونه اليوم عسكريا، يمكنه، مع الوقت، ان يوصل القيادة الاسرائيلية الى الهدف الذي حددته. وفي الواقع، تضيف المصادر، هذا هو ما حاول هوكشتاين تسويقه لدى تل ابيب واقناعها به: استمروا في العمليات المحدودة لانها مفيدة على ان نواكبكم بالدبلوماسية، لكن لا داعي لحرب برية او حرب اوسع لانها ستكون مكلفة لاسرائيل وللمنطقة.. فهل يمكن الحديث عن آذان صاغية "نوعا ما"، وجدها الموفد الاميركي في اسرائيل، تُرجمت اضاءةً على تراجع الحزب 8 كيلومترات عن الحدود؟ وهل سنرى تراجعا في منسوب الحديث عن الحرب في قابل الايام؟ الاجوبة لن تتأخر، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك