ها هو يوم الأحد أتى من جديد ليختُم أسبوعاً مُتعباً ويفتتح آخر مكتظّاً. ها هو أتى وقرّرنا أن نجعله لبنانياً أصيلاً بامتياز. أحدٌ لم يسبق أن وضع بصماته بداخلي هكذا من قبل...
وكيف لا؟ طالما أنني أمضيته في مكان يكاد أن يُصبح مخيفاً من كثرة عراقته، من كثرة التاريخ الشريف الكائن فيه، من كثرة صمته القاتل وصخابة صُراخه المقتول في آنٍ معاً، فهو الذي ينسف فكرة أنّ "التكرار بيعلّم... الشطّار"، هو الذي يُمثِّلُ الدم والحرب والتضحية والمقاومة الحقيقيّة الفعاّلة، هو الذي يُمثِّلُ نضال شهداء حاربوا من دون غايات شخصيّة أو ذاتيّة، تحت راية واحدة ووحيدة... القضيّة.
عن أي مكان أذهلني أتكلّم؟ إنه دير القديسة إيليج شفيعة الشهداء، في ميفوق، إنه موقع "شهداء المقاومة اللبنانيّة".
مدافنٌ تحتوي رجالاً "بذلوا نفسهم من أجل من أحبّوا"، أرزاتٌ تكاد تلوي من شموخها العليّ، وصلبانٌ تُذكرّك بدرب جلجلة مقدّسة عاشها كلّ واحدٍ منهم. أوليست "البطولة تقضي أن نمدّ أجسامنا جسراً ونقول لرفاقنا أن يعبروا"... أسماءُ أكثر من 10 آلاف شهيدٍ، حُفرت على ألواحٍ ذهبيّة لعلّها تُشبه قيمتهم...
وبينما كنا نتمتّع بما نشاهد، وقعت الصدمة المخيفة. رأيناه يُعرِّج بصعوبة غريبة، رأيناه يلفظ أنفاسه بغصّة فظيعة، رأيناه يُعاني كي يصل، ووصل على رجله الواحدة المتبقيّة ونظر إليهم بفخرٍ وقال "ان ننسى لن ننساكم، استشهدتم من أجل أن نبقى نحن. فأن ننساكم تلك هي الخطيئة الكبرى"... هو "أبو عمر" الشهيد الحيّ الذي توّج زيارتنا وأصحانا على ماضٍ مثقل بالهموم بعدما أنتج أولاداً أيتاماً وأمّهات مفجوعات وعائلات مشرذمة...
عن أي مكان أذهلني أتكلّم؟ إنه دير القديسة إيليج شفيعة الشهداء، في ميفوق، إنه موقع "شهداء المقاومة اللبنانيّة".
مدافنٌ تحتوي رجالاً "بذلوا نفسهم من أجل من أحبّوا"، أرزاتٌ تكاد تلوي من شموخها العليّ، وصلبانٌ تُذكرّك بدرب جلجلة مقدّسة عاشها كلّ واحدٍ منهم. أوليست "البطولة تقضي أن نمدّ أجسامنا جسراً ونقول لرفاقنا أن يعبروا"... أسماءُ أكثر من 10 آلاف شهيدٍ، حُفرت على ألواحٍ ذهبيّة لعلّها تُشبه قيمتهم...
وبينما كنا نتمتّع بما نشاهد، وقعت الصدمة المخيفة. رأيناه يُعرِّج بصعوبة غريبة، رأيناه يلفظ أنفاسه بغصّة فظيعة، رأيناه يُعاني كي يصل، ووصل على رجله الواحدة المتبقيّة ونظر إليهم بفخرٍ وقال "ان ننسى لن ننساكم، استشهدتم من أجل أن نبقى نحن. فأن ننساكم تلك هي الخطيئة الكبرى"... هو "أبو عمر" الشهيد الحيّ الذي توّج زيارتنا وأصحانا على ماضٍ مثقل بالهموم بعدما أنتج أولاداً أيتاماً وأمّهات مفجوعات وعائلات مشرذمة...
فبربّكم لا تجعلوا من مقالتي ساحة طائفيّة تًشبه وطني، فأنا أتكلّم عن تاريخٍ على كلّ لبنانيّ الإفتخار به، كي يبقى السؤال الأوحد: ألا يستحّق هؤلاء "سويسرا الشرق" منكم من جديد؟ أقلّه بقانون إنتخابيّ مبني على التمثيل الصحيح، أو دستور كانوا قد نَحَتوه بأرجلٍ مبتورة وأعينٍ منطفئة وأمعاء ممزّقة وأصواتٍ مقطوعة وأشلاء مبعثرة؟ المفارقة إذاً واضحة، هؤلاء جسدّوا لبنان بأرواحهم أما أنتم فلا زلتم تجسِّدونهم كلّ يوم بمقولة "ألف كلمة جبان ولا كلمة الله يرحمه".
نعم يا ليتني لم أزره... أتدرون لماذا؟ لأنّه زاد من الوضع اللبناني بنظرنا فساداً فأمسى يُختصر بالتالي "الكثيرون يعرفون التضحية ولكن هناك من يضحي من أجلك... وهناك من يضحّي بك".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك