تصريح نائب رئيس الوزراء طارق متري ان تسليم سلاح حزب الله غير مطروح في الوقت الحاضر خطير، لأنه صادر عن جهة حكومية تتحمّل مسؤولية نزع سلاح حزب الله كما جاء في خطاب الرئاسة وفي البيان الوزاري، وعلى ذلك تتوقف مساعدات إعادة الإعمار!
وفي حين أن الأنظار تتطلّع الى خطوات تبدأ لنزع هذا السلاح من جهة الحكومة والرئاسة، يأتي كلام نائب رئيس الوزراء خطيراً، لا سيما وأنه يتفق مع كلام الشيخ نعيم قاسم حول السلاح الذي يتمسّك به حزب الله.
وأدرك «النبيه» طارق متري خطورة كلامه، فأسرع يوضحه وينفيه، فمن نصدّق، طارق متري الأول أم طارق متري الثاني؟
لقد أحدث تصريح طارق متري الأول عن أن سلاح حزب الله غير مطروح نزعه، هزة أرضية، ليس في لبنان وبين اللبنانيين فحسب، بل لدى الدول والقوى العربية والدولية التي اشترطت نزع سلاح حزب الله لتساعد لبنان، وخطاب وموقف طارق متري يطرح في هذا الوقت بالذات تساؤلات بين اللبنانيين!
لقد سقط لبنان في هاوية الإضطراب والفوضى والحروب الأهلية والوصايات غير اللبنانية منذ ان وقّع اتفاق القاهرة وسقط في الوصاية الفلسطينية التي جعلت تحرير فلسطين يمرُّ بجونيه وعيون السيمان الى الوصاية السورية الإجرامية التي اغتالت وحاولت اغتيال أكبر الوطنيين اللبنانيين، الى ان انتهى الأمر بالوصاية الإيرانية ممثلة بسلاح حزب الله، وتشاء الظروف ان يسقط نظام آل الأسد في سوريا، ويسقط حزب الله في لبنان بحكم الحرب الإسرائيلية التي جرّنا حزب الله إليها، تشاء الظروف ان ينفرج الوضع الى عهد جديد متحرر من الوصايات، فكان خطاب القسم ثم البيان الوزاري!
فما معنى موقف طارق متري من استبعاد نزع سلاح حزب الله في هذا الوقت الذي يتطلع اللبنانيون والعالم الى بداية خطوات وطريق العهد لنزع سلاح حزب الله!
هل من جديد؟
ولماذا لم يَصدر بيان عن رئيس العهد جوزف عون ينفي فيه ما جاء في خطاب طارق متري؟ ولماذا لم يصدر نواف سلام بياناً ينفي فيه اقوال طارق متري ويؤكد الذهاب الى نزع سلاح حزب الله؟
أيام شبابه كان نواف سلام مع المنظمات الفلسطينية، وفي أقسى اليسار، ثم عاد الى لبنان وعاد لبنان إليه واختير كرجل الخلاص!
تصريح نائب رئيس الوزراء طارق متري لا يجب أن يمرّ مرور الكرام! فنحن، ومعنا العرب والعالم على مفترق طرق، فإذا كان تصريح طارق متري بالون اختبار لمعرفة ردّات فعل بقاء سلاح حزب الله وبقاء حزب الله ذاته، فإن الأجراس يجب أن تدق لتعلن رفض بقاء سلاح حزب الله وحتى بقاء حزب الله.
ان كثيراً من المخاطر تحدّق بلبنان إذا بقي سلاح حزب الله ليس أولها العودة الى عهد «اتفاق القاهرة» والوصاية السورية والفلسطينية والإيرانية.
وسياسة أميركا للبنان بالمرصاد، فقد أعلنت الولايات المتحدة وأكدت بعد تصريح طارق متري، ان اتفاق وقف إطلاق النار يقضي بنزع سلاح حزب الله، فإذا كان طارق متري مجرد بالون اختبار، فإن الأمور ذاهبة الى الويلات، والى مجابهة مع العرب ومع المجتمع الدولي.
لقد ولّد خطاب طارق مري عاصفة شعبية وإعلامية، ولكن المنتظر والذي لم نرَ أي دلالة له، هو موقف الرئاسة التي نعلق عليها الآمال، وموقف نواف سلام الذي كان له تجربة في زيارته للجنوب، أراد أن يثبت التزام واهتمام الدولة بالجنوب، فإذا بحزب الله يرسل مناصريه للتعدّي وشتم نواف سلام.
ان كلام طارق متري هو التحدّي، ونحن بانتظار الإستجابة، بانتظار قرع الأجراس وآذان المنابر التي تؤكد ان التغيير آتٍ قريبا للخروج من زمن اتفاق القاهرة ومن الوصايات.
الأيام تمرّ، وكلمات طارق متري تدق في الآذان، ونحن بالإنتظار، ننتظر استجابة للتحدّي ننتظر توضيحاً، ننتظر تأكيداً بأن سلاح حزب الله ذاهب الى غير رجعة ومعه حزب الله.
والّا...
فإن اللبنانيين سيفهمون خيبة الأمل وإذ ذاك فهناك حساب آخر، ليس مع اللبنانيين بل مع العرب ومع المجتمع الدولي!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك