لم يعد سرا الحديث عن فرض التطبيع على لبنان مع العدو الإسرائيلي... واشنطن أعلنت وأبلغت اللبنانيين ان أي ملفا في لبنان سواء إنمائي، اعماري، أو اقتصادي لن يبتّ به قبل الدخول في مفاوضات مباشرة مع العدو تفضي حكما باعتقادها الى الدخول في مرحلة سلام في الشرق الأوسط مع الكيان الغاصب على أن تكون المملكة العربية السعودية آخر الموقّعين بعد سوريا ولبنان... المشاورات التي تجري خلف الكواليس وزلّات لسان بعض الوزراء في حكومة نواف سلام تشي بان الملف أكبر من اللبنانيين على قاعدة ان حزب الله وفقا لواشنطن بات في أضعف حالاته ولا قدرة له على منع قطار التطبيع في لبنان، والركيزة الأهم هنا هي اعتراف الفرنسيين تحديدا لبعض القوى اللبنانية بان مسيحيين لبنان مع التطبيع سواء التيار الوطني او القوات اللبنانية، وهنا لا حاجة لاستمزاج آرائهم في هذا الموضوع إنما المطلوب مساعدتهم لنا في التضييق على الفريق المعارض أي الثنائي الشيعي تحديدا للسير في التطبيع أو على الأقل الوقوف على الحياد وترك هذا الموضوع للدولة اللبنانية.
هذا المناخ الترهيبي الذي يخيّم على كواليس كل المقار الرسمية والحزبية في لبنان دفع باحد القياديين الكبار في الثنائي الى الكشف لأول مرة عن رسائل تهديد أميركية وأوروبية حول ضرورة السير بتطبيع العلاقات مع العدو وتحقيق السلام في الشرق الأوسط وإلّا الفوضى، أكثر من ذلك كشف القيادي عن تهديدات وكلام وصل الى مسامع جهات لبنانية رسمية عن ضرورة الاتعاظ مما يحصل في سوريا، لان الآتي على لبنان ليس بعيدا عما يحدث هناك، في إشارة واضحة الى محاولات فرض الكانتونات والتقسيم على الكيان اللبناني بين الأفرقاء الذين لا يمانعون التطبيع وتأمين الحماية لهم والمفارقة ان مسألة تفعيل مطار القليعات تدخل في هذا الإطار، مقابل التضييق على البيئة الأخرى المعارضة له.
ما يثير الريبة وفقا للقيادي ان الدولة اللبنانية تجاهر علنا برفض التطبيع، وفي المقابل أبلغت واشنطن موافقتها على الالتزام بالتفاوض الدبلوماسي لحل مسالة الأسرى والنقاط الخمس وترسيم الحدود، وهذا يعني انها سقطت في الفخ الأميركي لجهة تحويل المفاوضات غير المباشرة عبر عسكريين بين لبنان والعدو الى مفاوضات مباشرة بواسطة شخصيات سياسية.
وهنا حذّر القيادي في أول رد على ما طرحته واشنطن حول مفاوضات ولجان دبلوماسية لتحرير الأسرى واسترجاع النقاط الخمس وترسيم الحدود، باننا لن نسمح لأي جهة لبنانية بالدخول في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع العدو خلاف الصيغة التي كانت متبعة سابقا، وهذا موقفنا النهائي ولن نزيد أي كلمة أخرى حاليا بانتظار ما ستعلنه رسميا رئاستي الجمهورية والحكومة وبعدها لكل حادث حديث وموقف.
وأمام ما تقدّم، اعتبر القيادي ان الدولة اللبنانية يجب أن تكون واعية جدا لما يحاك للبنان من مسار مخالف ومناقض لصيغة العيش المشترك والبيان الوزاري والأمن القومي... ولا بد من التذكير باننا لا يمكن أن نعطي العدو لا نحن ولا الدولة اللبنانية في السلم ما عجز عنه في الحرب حتى لو كان الخيار بين «التطبيع أو الفوضى»..
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك