أقيم في "مركز معروف سعد "الثقافي لقاء تكريمي للمناضل الراحل محمود طرحة (أبو عباس) في الذكرى الأولى لرحيله، بدعوة من "التنظيم الشعبي الناصري"، و"جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية"، وآل طرحة، حضره الأمين العام "للتنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد وفاعليات سياسية وثقافية واجتماعية وثقافية.
استهل اللقاء بالنشيد الوطني، وتخلله عرض فيلم وثائقي يتضمن شهادات عن حياة الراحل.
ثم كانت كلمة افتتاحية للإعلامية لينا مياسي، قالت فيها: "تاريخ النضالي حفل بالتضحيات والعطاءات، لم يغب يوما عن ميادين النضال العسكري والسياسي والاجتماعي. وعلى الرغم من إصابته بجروح بليغة إلا أنه ضمّد جراحه وانطلق مجددا إلى ساحات النضال متمسكا بالنهج العروبي العابر للطائفية والمذهبية".
بدوره، قال سعد: "أن نتحدث عن الراحل الكبير العزيز والصديق والصدوق أبو عباس في هذه الظروف التي يمر بها وطننا وأمتنا العربية إنما لنستخلص الدروس والعبر من تاريخ طويل ومديد ومشرّف من نضال متواصل من زمن معروف سعد، إلى المرحلة التي تسلم فيها ناصية النضال مصطفى معروف سعد، إلى هذا الزمن الذي نعيش حيث واكبته وواكبت معه هذا النضال الذي نفتخر به جميعا".
اضاف: "كان محمود طرحة حاضرا في كل المحطات التي لها طابع وطني وسياسي واجتماعي ومطلبي، منذ أيام معروف سعد وقبل اغتياله وبعد اغتياله، وبكل المحطات الأخرى حتى تاريخ رحيله مثل هذه الأيام. كان مع رفاقه من الفاعلين والحاضرين في مواجهة احتلال العدو الصهيوني".
وتابع: "هنالك شبان نعتز بهم، منهم من استشهد، ومنهم من رحل، ومنهم من هو باقٍ. نحن نستفيد من تجربة كل الذين قدموا التضحيات من أجل حرية وكرامة هذا الوطن وتحريره من الاحتلال، وفي مواجهة العدوان الصهيوني والمجرم والحاقد، وهذا حقنا الطبيعي وواجبنا، والتنظيم الشعبي الناصري قام به على أكمل وجه، وهو لا يزال على عهد مواجهة ومقاومة أي عدوان وأي احتلال. هذا واجب كل الشباب، وهذا خيار وطني لم يسقط يوما ولن يسقط في يوم من الأيام".
وقال: "نحن نريد كرامة وطننا عندما نواجه عدوا مغتصبا للأرض، لا نريد تحرير الأرض فقط واستعادة كرامتنا الوطنية نحن نقاتل العدو ونريد إقامة سلطة وطنية تؤمن لشعبنا الكرامة الإنسانية وحقوقه في الصحة والتعليم وفرص العمل والمستوى المعيشي اللائق والغذاء والضمانات الاجتماعية والخدمات اللائقة. هذا خيار التنظيم الشعبي الناصري في كل المحطات".
اضاف: "معروف سعد ناضل على المستوى القومي من أجل فلسطين والشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني قاتل، وكل أحرار العرب قاتلوا من أجل فلسطين، ومن أجل إسقاط المشروع الصهيوني الاستيطاني العدواني العنصري، ولكن السياسات هي من خذلت المقاومين في الميدان".
وتابع: "نحن أمام تحديات كبرى ووضع جديد، يجب ألا نطمئن إلى ما يمكن أن يقوم به العدو الصهيوني في غزة وجنوب لبنان وجنوب سوريا. العدو الصهيوني دخل إلى جنوب سوريا وبقية الجولان والقنيطرة وجبل الشيخ أعلى قمة في المنطقة العربية كلها، تمركز هناك على بعد 20 كيلومترا من دمشق، وضرب كل الترسانة العسكرية السورية، والآن سوريا منزوعة السلاح. نحن أمام تحولات إقليمية خطيرة علينا التنبه لها في لبنان بتحصين أوضاعنا".
وأشار الى أنه "في فلسطين وغزة والضفة الغربية سيحاول العدو استكمال مشروعه في تصفية القضية الفلسطينية".
وقال: "نحن أمام عهد جديد وحكومة مرتقبة، ومعاييرنا واضحة، شعبنا يريد كرامته الوطنية والإنسانية وحقوقه وحريته، يريد العدالة الاجتماعية، وأن يكون لديه سلطة قادرة على تأمين متطلبات العيش الكريم له وللأجيال القادمة. أي سلطة ستعمل على تأمين ذلك للشعب أهلا وسهلا بها، وأي سلطة لن تسعى لتأمين متطلبات شعبنا سنكون نحن أبناء التنظيم وكل الأحرار حاضرين للنزول إلى الشوارع للمطالبة بحقنا الطبيعي وكرامتنا الوطنية والإنسانية. هذا مسارنا، نحن نقف إلى جانب حقوق الناس وكرامة وطننا ولا نحابي أحدا".
اضاف: "الناس يريدون سلطة قادرة على مواجهة العدوان وتحرير الأرض، وفي حال لم تكن السلطة المرتقبة قادرة على تأمين ذلك، فلدينا خيارات ثانية، والناس لديها خيارات ثانية، وهي خيارات مشروعة ولا جدال فيها. إن مقاومة الاحتلال حق مشروع لكل الشعوب الأرض وهذا حقنا، وفي حال عجزت السلطة عن القيام بذلك، فالشعب سيكون جاهزا وقادرا على القيام بذلك".
وتابع: "نحن لا نريد أن نحل مكان السلطة، تعالوا لتوافقات وطنية حول السياسة الدفاعية لنحدد من هم الأعداء ومن هم الأصدقاء، ولنحدد كيف سنواجه العدو ونحرر أرضنا. أيضا نحن بحاجة لتوافقات حول السياسة الخارجية، وحول موقع لبنان ووظائفه ودوره. نحن بحاجة لتوافقات حول العلاقة مع الإخوة الفلسطينيين في لبنان، ولمعرفة موقف لبنان من القضية الفلسطينية وحق شعبه في إقامة دولته، كما بحاجة لتوافقات حول العلاقة مع سوريا. هذه التوافقات من شأنها تحصين بلدنا في مواجهة التحولات والأخطار الناجمة عن المشروع الصهيوني المتواصل".
واردف: "نحن لا نعرف كيف ستتصرف الإدارة الأميركية الجديدة، فالإدراة السابقة كانت داعمة بشكل مطلق للعدو الصهيوني، وهي قتلت الشعب الفلسطيني واللبناني بسلاح أميركي. أميركا هي الداعم للعدوان وهي من قتل شعبنا، وتقدم نفسها وسيطا، مع الأسف مقبولا من جميع الأطراف. ومن موقعنا نحن لا نطمئن لا للإدارة القديمة ولا للجديدة، لأن هذه الإدارة لا تزال توزع الأدوار على كل الحكومات العربية، وهذا الوضع ينال من كرامتنا الوطنية".
قال: "نحن نؤكد أن المسيرة مستمرة ونعوّل على جيل الشباب ليكملها، وهي مسيرة فخر واعتزاز. إننا على ثقة بالشباب الفلسطيني واللبناني والعربي الذي كان شاهدا على ما حصل في غزة. شعوبنا بين مطرقة الاستبداد وسندان العدوان الصهيوني، وإننا أمام هذه الأوضاع على ثقة بأن شعبنا والأجيال الصاعدة ستنتفض على هذا الواقع، وعلى ثقة بأن الشباب العربي الوطني الواعي لا بد له أن يستعيد هذا الدور في عزة وكرامة".
وكانت كلمة العائلة ألقاها نجله كاتب عدل صيدا محي الدين طرحة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك