كتب جو متني:
يرفض أبناء الدامور بعد اليوم احياء ذكرى تهجير بلدتهم التي دامت ١٥ سنة من ١٩٧٦ الى ١٩٩٠. على الرغم من احياء ذكرى شهدائهم كلّ يوم وكلّ ساعة في قلوبهم ووجدانهم.
بقي التهجير "القسري" سنوات اضافيّة حتى بدء اعادة الاعمار، وإنجاز تشييد كنائسها والمدارس والبنى التحتية والمستوصف ومبنى البلدية وادارات حكومية وقضائية وأمنية، اضافة الى مبادرات أبناء الدامور البطوليّة الى بناء بيوتهم، وزراعة حدائقهم وبساتينهم في السهل، كما إقامة بعض المشاريع السياحية على الشاطىء، ومشاريع تجارية وصناعية في البلدة وعلى الاوتوستراد. وقد واكب النواب الدوامرة منذ تعيين المرحوم سمير عون، وانتخاب وديع عقل وايلي عون، والوزير السابق ماريو عون، ورؤساء المجالس البلدية المتعاقبة مع المرحوم أنيس فاضل والمحاميين انطوان وشارل غفري، والمخاتير، والمسؤولين الحركة العمرانيّة. وتتابع النائبة نجاة عون المهمّة.
في العام المقبل أي ٢٠٢٦، يصبح عمر الذكرى ٥٠ عاماً، أي نصف قرن.
أبناء الدامور مدعوون منذ الآن الى نزع صورة التهجير وخلع الأحزان والمآسي، والتخلّي عن هذا الواقع والاستسلام والتخفّي والتلطّي وراءه.
هم مندفعون لعدم السماح لأيّ ذريعة تبقي الجمود حالّاً في النفوس والآداء والتصرّف.
عنوان المرحلة المقبلة إذاً هي المبادرة. لا ينقص أبناء الدامور الإيمان والرجاء والرؤية والتبصّر والديناميكيّة والشجاعة والقدرة.
قدرات الداموريّين هائلة وفائقة وخلّاقة. هم قاسوا الأمرّين والأهوال وسوء الأحوال. ومع ذلك تخطّوا الصعاب. حيث ذهبوا، كانت يدهم خضراء،. فكرهم معطاء. واسعة آفاقهم وأحلامهم التي طوّروها وحوّلوها الى مشاريع حسّية وملموسة وناجحة.
تحيي قوات الحلفاء انتصارها على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. لكنّ اوروبا كلّها قامت من الدمار. وتتطلّع الى٧ المستقبل بثقة وتحدّي، وقد برهنت شعوب القارّة العجوز أنّها ليست كذلك. بل على العكس.
وفي الدامور، تصميم وارادة وتشبّث وتمسّك ببناء البلدة، واعادتها عاصمة الشوف، وعروسة الساحل، ونقطة استراتيجيّة تربط بيروت والجنوب والجبل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك