كتب الأب الياس كرم:
بعد انتظار دام أكثر من عامين، رُفع العلم اللبناني مجددًا في قصر بعبدا بدخول فخامة الرئيس العماد جوزاف عون إليه.
مع انتهاء عملية الانتخاب والمراسم الرسمية، تابعت خطاب القَسَم بتمعّن. فحوى الخطاب حملني إلى "جمهورية أفلاطون" و"المدينة الفاضلة" عند الفارابي. شعرت بالفخر والاعتزاز والأمل بغدٍ تسوده العدالة والمساواة، الأمن والطمأنينة، والازدهار الاقتصادي والاجتماعي.
عبارة "عهدي لكم" المميزة التي وردت في الخطاب أيقظت في داخلي رؤى تتعلق برؤية الفاسدين خلف القضبان، ومحاسبة من نهبوا المال العام وأموال المودعين، وتحقيق العدالة للشهداء، لا سيما شهداء 4 آب وكل من استشهدوا دفاعًا عن الحرية والسيادة والاستقلال.
خطاب فخامة الرئيس أثار في نفسي روح الوطنية وأعادني إلى مفهوم الوطن الحقيقي، بعيدًا عن لغة الدويلات والمزارع والتبعية.
كثيرون هلّلوا لانتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية. علت التصفيقات والاحتفالات، وامتلأت الساحات والطرقات بصور فخامته. اللبنانيون، بالإجمال، تنفسوا الصعداء لهذا الإنجاز الذي تم ظهر التاسع من كانون الثاني تحت قبة البرلمان. لكن السؤال الذي يبقى هو: هل ستسمح المنظومة التي عبثت بلبنان فسادًا بأن يُطبَّق خطاب القسم؟
التحدي الأكبر يكمن في دعم الـ99 نائبًا الذين صوّتوا للعهد الجديد، وضمان عدم عرقلة الحكم بوضع العصي في الدواليب. عندها، يمكن أن ينضم جميع النواب الـ128، ومعهم الشعب اللبناني بأسره، إلى التصفيق في نهاية العهد.
لا يخفى على أحد دعم الدول الشقيقة والصديقة لهذا الاستحقاق الرئاسي، لكن المسؤولية الوطنية تتطلب تحصين الداخل اللبناني ليتمكن فخامة الرئيس من ممارسة دوره وتطبيق تعهداته. وهذا لا يتحقق إلا بوضع المصالح الطائفية والضيقة جانبًا إذا كان الهدف بناء دولة حقيقية.
أرجو الله أن يوفق فخامة الرئيس في عهد يمتد لست سنوات. القيادة ليست امتيازًا شخصيًا، بل هي رسالة مقدسة تتطلب رؤية مغموسة بمحبة الوطن وأبنائه، وشجاعة لاتخاذ أصعب القرارات بأمانة وإخلاص.
أيها الأحبة، لبناننا الذي نحلم به لا يمكن أن ينهض إلا إذا استقام على ثلاث ركائز: الأمن، القضاء، والاقتصاد. الأمن لطمأنة النفوس، القضاء لتطبيق العدالة، والاقتصاد لتأمين العيش الكريم.
نحلم بوطن يحكمه القانون، بمؤسسات تعمل بشفافية، بجيش قوي يسيطر على كافة الأراضي، باقتصاد متين، وبعودة المغتربين ومعهم الاستثمارات. نحلم بدولة مدنية عصرية، بتعليم مجاني راقٍ، بحق الطبابة للجميع، وبعقد اجتماعي بعيد عن الطائفية.
فخامة الرئيس، نحن نصلي من أجلك ومن أجل حكام هذا البلد ومعاونيك، ومن أجل الجيش اللبناني الذي نثق بأنه سيؤازركم في كل عمل صالح. نسأل الله أن يكللكم بسلاح الحق، ويغرس في قلبكم ما هو صالح لأجل كل اللبنانيين، وأن يمنحكم سلامًا وطيدًا لا يُنتزع.
إلى الرب نطلب.
عهدي لكم
الــــــســــــابــــــق
- ضاهر: هذه هي الحكومة التي نريدها
- الرئيس جوزاف عون استقبل وزير الدفاع الوطني موريس سليم وعرض معه للأوضاع العامة والشؤون الأمنية
- مستشار الأمن القومي الأميركي: ضعف إيران يشكّل مصدر قلق لأنه قد يدفعها لإعادة التفكير بموقفها من الأسلحة النووية
- الرئيس عون استقبل وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي وعرض معه للأوضاع الأمنية وشؤون وزارته
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك