احتفل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف بقداس بداية السنة الجديدة وذكرى ختانة الرب يسوع في كاتدرائية مار ميخائيل في الزاهرية في طرابلس, عاونه النائب الأسقفي الخاص المونسينيور جوزيف غبش، والخوري سيمون ديب، بحضور ابناء الرعية.
بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران سويف عظةً قال فيها: "نأمل أن تكون هذه السنة، سنة خير وبركة على الجميع، وسنة المحبة والغفران، ونشكر الله على نعمة الحياة التي أعطانا إياها، وفي اليوم الاول من هذه السنة الجديدة الذي يصادف يوم السلام العالمي، وعيد القديسين باسيليوس وغريغوريوس، نقدّم ذواتنا للمسيح، ونضع أنفسنا أمام مذبح الرب حتى يقدسنا، ينقينا، يجددنا، عاماً جديداً يعني إنساناً جديداً فكراً جديداً، ولادة جديدة مع يسوع المسيح".
وأضاف: "الانجيل الذي قرأناه اليوم لا يتعدى السطرين، لكنه من أعظم الاناجيل لانه يذكرنا بختانة الرب يسوع أولاً وباسم يسوع "وسمي يسوع" وهو أعظم اسم في التاريخ، لانه أعظم شخص في التاريخ، والذي يعني أن الله يخلص. الله خلصنا بابنه يسوع وافتدانا، ونجانا من الموت الأبدي ودعانا للحياة حتى ننعم بها، كي تكون شهادة لحياته وخلاصه، لذا نحن في حياتنا اليومية وباختيارنا الايماني نطرح السؤال على أنفسنا " كيف نعيش حياتنا؟" وأين هو المسيح في حياتنا، نحن الذين حملنا اسمه في المعمودية وختنا بالمسيح، وهنا كلمة ختان تعني الانتماء إلى المسيح، وإن اعتمادنا بالمسيح هي دعوة لكل البشرية للانتماء إلى يسوع المسيح الذي جاء من أجل البشرية جمعاء، التي تصالحت بشخص يسوع المسيح وأصبحت واحدة، وهو الذي ولد في بيت لحم وحقق باسمه الخلاص من خلال ارتفاعه على الصليب وقيامته من بين الأموات ودعانا كي نكون خليقة جديدة".
وتابع: "نحن بأمس الحاجة كي نجدد حياتنا بالمسيح وانتماءنا إليه، فهو حجر الزاوية، الذي يقوي البناء ويثبته، والذي يوحّد الكنيسة ويجعلها تعيش في روح الوحدة والمحبة، وهذا هو أساس ايماننا عندما نقول "نؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة" ونحن نشكره لانه سمح لنا بالانتماء إلى كنيسته. نطلب منه أن يعطينا النعمة حتى تكون حياتنا بانسجام وتناغم مع حياته. واليوم خصوصاً نطلب من الرب أن يعطينا النعمة كي نعيش هذا السلام والغفران الحقيقي في لبنان، لانه لا يمكن أن تستمر رسالة لبنان ودوره وتجدده من دون المحبة بالبغض والحقد والكراهية والروح الضيقة المنغلقة لا يوجد لبنان لا في الحاضر ولا في المستقبل، لذلك في مطلع هذا العام نطلب من الرب يسوع الذي جمع الكل، أن يجمعنا كلنا نحن اللبنانيين حتى نجدد ايماننا وانتماءنا إلى الرب ونعيش ايماننا كل بحسب طريقته وأسلوبه، ولكن يجب أن نعلم أن أساس الايمان بالرب هو من خلال محبتنا لبعضنا البعض. كذلك نرفع صلاتنا من أجل سوريا، العراق وفلسطين وغزة وكل الإمكان التي فيها ظلم وحرب، حتى يتجدد ضمير الانسان، وأن يعمل المسؤولين بنعمة الرب وبإيحاء من الروح القدس من أجل بناء الانسان والأوطان على قيم المحبة والعدالة والسلام".
وختم المطران سويف: "نحن في العام ٢٠٢٥ وبشراكة مع البابا فرنسيس وغبطة أبينا مار بشارة بطرس الراعي وكل الأساقفة والكهنة والشعب، ندخل إلى هذه السنة المقدسة، سنة اليوبيل المقدس، باستعدادات وتوبة وتواضع، حتى نتجدد بالرب الذي يقود حياتنا إلى مراعي الحياة والسلام الحقيقي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك