شدّد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى "عمق العلاقة التي تربطنا بسوريا إن كان على مستوى طائفة الموحدين الدروز المنتشرة هنا وهناك او على مستوى بلدين جارين شقيقين، وهناك عمق تاريخي واستراتيجي واجتماعي وروحي للبنان في سوريا، ولبنان هو متنفس لسوريا".
وقال الشيخ أبي المنى في اتصال مع قناة "العربية" تعليقا على الزيارة إلى سوريا ولقاء رئيس السلطة الجديدة أحمد الشرع، ان "الحديث مع السيد الشرع وأيضا مع رئيس الوزراء محمد البشير قبل ذلك كان صريحًا وواضحًا، حمل عنوان التهنئة والمباركة، وقد طلبنا استثمار الانتصار من قادة خلعوا ثوب الثورة والقتال ليرتدوا ثوب السلم والعمل والادارة ليتحملوا اعباء السلم، التي تفوق أعباء الحرب. وأعباء السلم، هي في ان تبنى سوريا الجديدة باعادة تكوين الجيش والسلطة والقضاء وسائر المؤسسات، فسوريا تستحق الازدهار. وقد قلنا انه يجب ان يكون ثمة مشاركة من جميع أطياف الشعب السوري، ومنهم الموحدون الدروز، الذين قدموا التضحيات وتميزوا بتاريخهم وتراثهم العريق وتمسكهم بالوحدة الوطنية".
أضاف ردا على سؤال حول التدخل في سوريا:"اننا نتكلم عن مبادئ تجمع الموحدين الدروز اينما كانوا ولا ننصب أنفسنا أوصياء، كما قال بعضهم، ولكننا نؤكد عمق العلاقة التي تربطنا بسوريا، سوريا الدولة العربية الشقيقة التي يقطنها اخواننا الموحدون. لكن ما لمسناه من السيد الشرع ان هناك توجها سليما لعلاقات طيبة مع لبنان، تطوي هذا الموروث السيء الذي كان على زمن دولة وصاية الاستبداد والطغيان في أيام النظام البائد، كما بشر بعلاقات طيبة مدروسة، ونتمنى لقاءات حوارية جدية بين البلدين، لما فيه مصلحة البلدين".
وتابع:"الحدود الجغرافية يجب ان تدرس وأن ترسم بدقة، أكانت حدودا جغرافية ام في العلاقة السياسية، بالنسبة لوليد جنبلاط قدم مذكرة تتعلق بتنظيم العلاقات اللبنانية السورية كما يراها هو والحزب التقدمي الاشتراكي، وكذلك نحن قدمنا ورقة تمنيات وتطلعات من قبلنا للسيد الشرع، نؤكد فيها ضرورة احترام الخصوصيات وعلى احترام الأقليات، وقلنا فيها ان قلق الأقلية يحتاج الى عدل الأكثرية، اي ان الحكم يجب ان يراعي خصوصيات الأقليات، كي لا يكون لديها هواجس وان تكون السلطة وطنية بامتياز".
وبالنسبة لما يجري في جنوب سوريا وتحديدا في القنيطرة، لفت شيخ العقل إلى ان "الامر يقلقنا بشدة، لان اسرائيل لها أطماعها، وهي تحاول أن تمد يدها لتدخل في الداخل السوري. الرد على ذلك يكون بالوحدة الوطنية وببناء الدولة العادلة التي تطمئن الجميع، وعندما يطمئن الجميع اذ ذاك لا يمكن لاي مغريات ان تغرر بهم. انها مسؤولية الدولة والشعب والمواطنين، الذين يجب ان يتمسكوا بدولتهم ويثقوا بها، وان يفسحوا المجال امام العهد الجديد، ليثبت قدرته على الجمع وتكوين العقد الاجتماعي والوطني الذي يريح الجميع".
وعن عدم زيارة السويداء، قال: "المستقبل أمامنا، نحن قبل أن تطأ اقدامنا دمشق وقصر الشعب أرسلنا وفدا من قبلنا الى السويداء اول من امس فزار المشايخ - شيوخ العقل : دار الشيخ الهجري ودار الشيخ جربوع ودار الشيخ الحناوي وزار دار رجال الكرامة وجرمانا والأشرفية والتقى بمشايخ عرنة من الاقليم، نحن حريصون ان نبني علاقاتنا مع اخواننا الموحدين قبل أي علاقة أخرى. ولكن العلاقة مع الدولة ضرورية، فهي تساعد في اقامة علاقة جيدة مع أخواننا في الجبل، ونحن لسنا بأوصياء عليهم، ولكننا ضنينون بهم وحريصون على مستقبلهم، وربما تكون هذه الخطوة التي اقدمنا عليها في الزيارة تساعدنا وتساهم في تنظيم هذه العلاقة وفي اشاعة جو الاطمئنان".
وبالنسبة لحفاوة الاستقبال في قصر الشعب واللقاء، قال الشيخ ابي المنى: "كان اللقاء مثمرا مع الشرع وايضا مع دولة رئيس مجلس الوزراء وبعض اركان الدولة، الذين تحدثنا إليهم والذين شرحوا لنا ما يجري وكيف يديرون الأمور، وكانت هذه المناسبة لطرح بعض الهواجس التي حملناها من بعض أخواننا في سوريا، اللقاء والحمدلله كان جيدا ومثمرا ويبنى عليه".
من جهة ثانية، جال الشيخ أبي المنى مع وفد، لتقديم واجبات التعزية، بالمرحومين: الشيخ ابو نبيل حليم ابو غانم، وابو حسان شفيق سلمان والشيخة سميرة يوسف مسعود في بلدة الرملية، وسلطان عبد الخالق في عاليه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك