استقبل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف المنسقة الخاصة للأمم المتحدة من أجل لبنان جانين هانس بلاسخارت، في مطرانية طرابلس - قلاية الصليب.
شارك في اللقاء مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الاورثوذكس أفرام كرياكوس، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور، النواب اشرف ريفي، ايلي خوري، جميل عبود والمحامي محمد ناصر ممثلا النائب حيدر ناصر، رئيس شعبة معلومات الامن العام في الشمال المقدم هادي الحريري، الخورأسقف أنطوان مخايل، المونسنيور جوزاف غبش، المونسنيور ماريو ماضي، مدير مكتب رئيس الاسلامي العلوي الشيخ احمد عاصي، اضافة الى المستشارتين السياسيتين لبلاسخارت لينا القدوة و تمارا بازي.
وتمحور اللقاء حول الشؤون الطرابلسية والشمالية واللبنانية والتشاور وتبادل الآراء حول مستقبل لبنان في ظل الاوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة وسوريا، فضلاً عن هوية وتاريخ لبنان التي تجسدها مدينة طرابلس من خلال ثقافة السلام والعيش الواحد.
كما ناقش المشاركون "التطورات الاخيرة في لبنان إلى جانب التغيرات الزلزالية التي تحدث في سوريا، وأهمية الحفاظ على تقاليد لبنان في التعايش السلمي، وهو أمر أساسي لاستقرار البلاد، وتم تسليط الضوء على دور الدولة العاملة والفعالة والمتمكنة التي تضم جميع مواطنيها وتوحدهم بكل اطيافهم تحت مؤسساتها الشرعية فقط، مع الاعتراف بالصعوبات والمعوقات بتأثير الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية المتراكمة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك طرابلس وسائر المناطق الشمالية".
وخلص المجتمعون الى أن "الوقت قد حان لكي يتجه لبنان نحو مستقبل أكثر استقرارًا وثباتًا، يسمح فيه التسامح والانفتاح وتكافؤ الفرص لجميع الناس والمجتمعات بالازدهار، وأشاروا إلى أن عملية التعافي الشاملة من شأنها أن تساعد أيضًا في إعادة بناء ثقة المواطنين بالدولة والوطن.
بالمناسبة القى سويف كلمة رحب بها بالضيف الكريم والوفد المرافق وبالسادة النواب والمرجعيات الروحية والامنية، وقال: "اعرب عن امتناني لمشاركتكم جميعا في هذا اللقاء الذي يصب في مصلحة المدينة النموذجية طرابلس وكل لبنان، ويصب في تعزيز العيش المشترك والسلام والطمانينة لكل اطياف المجتمع، ولا بد من تقديم الشكر الكبير للسيدة بلاسخارت على زيارتها واهتمامها بطرابلس وكل لبنان".
اضاف: "اليوم نحن سعداء في هذا اليوم المبارك ان نستقبل في ربوع المدينة وبالتحديد في المطرانية التي هي دار لكل الطرابلسيين والشماليين على اختلاف مآربهم ومشاربهم منسقة الامم المتحدة ومندوبة الامين العام للامم المتحدة في لبنان السيدة جنين بلاسخات، وهذا اللقاء هو لقاء عائلي تخلله حوار وتبادل افكار وخبرات وتطلعات انطلاقا من قيمة مطلقة نؤمن بها جميعا وهي السلام، طوبا للساعين الى السلام، السلام الذي يعتبر هدية من الله، السلام الذي يعتبر مسؤولية يعيشها كل انسان منا، كما انه حاجة نحن بأمس الحاجة ان نراها تتحقق في هذه المنطقة المتألمة التي منذ سنوات وسنوات تعاني جراح الحروب والدمار والخراب والموت، ونحن نعيش الرجاء في هذا اليوم الذي من خلاله نأمل ان يتحقق السلام في المنطقة وخصوصاً ببلدنا الحبيب لبنان الذي يعتبر رمزا ونموذجا للوحدة والعيش المشترك، فلبنان اكثر من بلد كما قالوا عنه الباباوات فهو رسالة الحرية اللقاء والحوار والتفاعل بين كل العائلات الدينية والثقافية في دينامية التعددية في الوحدة".
وتابع: "طرابلس تستقبل اليوم سعادة المنسقة، هي عبارة عن عيش اختبار يومي لهذه الحقيقة اي حوار الحياة اليومي، لذلك لقاؤنا اليوم هو التبادل مع المرجعيات الدينيين والسياسيين والامنيين ليكون لدينا قراءة موحدة لما يجري في سوريا وفي لبنان وبكل المنطقة".
وختم: "نشكر الرب على لبنان عامة وطرابلس خصوصاً التي يمكن ان تكون نموذجا للعيش المشترك بتعددية، ولكن هناك وحدة ومواطنة وهما من اساس البلد، وطن الحرية والسلام وصون كرامة كل انسان. اهلا وسهلا بسعادة المنسقة واهلا وسهلا باصحاب السيادة والسعادة والمعالي، ونأمل ان يكون هذا اللقاء يحمل ثمار المحبة والخير، في وطن التعايش المشترك بين مختلف الطوائف والمذاهب، ووطن يجسد لوحة فنية رائعة تبلور صورة متألقة عن الثقافة والفن والانسانية وجوهرة تشع النور في عتمة الظلام".
بدورها أكدت بلاسخارت "التزام الامم المتحدة بمواصلة دعم جميع الجهود الرامية إلى تعزيز أمن لبنان واستقراره حتى يتعافى من جميع مشاكله وظروفه الصعبة" وقالت: "اشكركم جميعا على استضافتي اليوم، كما اشكر سيادة المطران سويف على تنظيمه هذا اللقاء الرائع والجامع لقيادات المدينة الروحية والسياسية والامنية، واريد ان اؤكد انني قد وصلت الى لبنان منذ بداية حزيران الماضي، وهذه زيارتي الاولى لطرابلس، واعلم انني تأخرت كثيرا للقيام بهذه الزيارة بسبب الاوضاع والظروف التي حصلت أخيراً، ونتابع عن كثب ما يحصل من تطورات في سوريا، وممكن ان يكون لها تاثير على لبنان".
اضافت: "ارغب واريد ان استمع لآراء وهواجس جميع المشاركين في هذا الاجتماع، خصوصاً ان طرابلس تشكل نموذجا للتعددية والوحدة في الوقت عينه، والتركيز اليوم في هذا اللقاء سيتمحور في كيفية تعزيز العيش المشترك الذي يعتبر مهما لمختلف البلدان وخصوصاً لبنان. وفي ظلّ التطورات الأخيرة في لبنان، إلى جانب التغيّرات الجذرية التي تشهدها سوريا، ناقش المجتمعون أهميّة صون تقليد لبنان الراسخ في العيش المشترك السلمي، الذي يُعدّ اساسياً لاستقرار البلاد. كما شدّدوا على ضرورة وجود دولة فاعلة وفعّالة ومُمكَّنة تحتضن جميع مواطنيها وتوحّد صفوفهم".
وتابعت: "فقد أقرّ الحاضرون بتأثير الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية المتراكمة على مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك طرابلس، وأكدوا أن الوقت قد حان ليخطو لبنان نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث تساهم قيم التسامح والانفتاح وتكافؤ الفرص لجميع الناس والمجتمعات بالازدهار. كما أشاروا إلى أن عمليّة التعافي الشاملة من شأنها أن تُسهم في إعادة بناء ثقة المواطنين".
وجدّدت المنسّقة الخاصة تأكيد "استعداد الأمم المتحدة والتزامها مواصلة دعم جميع الجهود الرامية إلى ترسيخ أمن لبنان واستقراره وتعزيز تعافيه على المدى الطويل".
وختمت: "انا هنا اليوم لاصغي لآراء الجميع ولاتشارك معكم في هواجسكم ومعاناتكم وفي كل ما يصب في مصلحة مدينتكم ووطنكم".
واكد المفتي امام ان "اللقاء شدد على انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني، وان يكون للبنان حكومة فاعلة تسعى لتدير الامور وتعمل على حل كل المشاكل التي يعاني منها البلد، وهذا لسان حال جميع المشاركين واللبنانيين، وندعو الى عدم تفويت الفرصة ونأمل ان بتم انتخاب الرئيس في الموعد المحدد، ونتمنى ان كل ما يجري حولنا من تداعيات ينعكس ايجابا على لبنان ونستفيد منه جميعا".
وختم: "كان لقاء مميز ومهم في هذا الدار الكريم، واعربنا عن سرورنا لنوعية المشاركين باستقبال منسقة الامم المتحدة في لبنان، خصوصاً في هذه الظروف الدقيقة التي تمر على البلد وجواره".
وتخلل اللقاء "حواربناء تم مناقشة فيه كل الهواجس التي يعاني منها المواطنون على اختلاف تنوعهم، واكدت السيدة بلاسخارت ان الامم المتحدة ستبذل كل الجهود لمساعدة اللبنانيين وتصويب المسارات وستقوم بتقديم كل ما يمكن لوضع لبنان على السكة الصحيحة والعمل على ترسيخ الامان والسلام والاستقرار في لبنان".
وشكر ريفي "كل من ساهم بتحضير هذا اللقاء المسيحي الاسلامي الجامع المتنوع في عاصمة الشمال طرابلس"، وقال: "لقاؤنا كان لقاء مصالحة ومصارحة وتأكيد على عيشنا المشترك لتكون طرابلس رغم شيطنتها من الفريق الاخر اثبتت انها مدينة وطنية نموذجية بالعيش المشترك، فاستقبلت مختلف النازحين برحابة صدر وضيافة غير مسبوقة، ونؤكد بدورنا اننا نحمي عيشنا المشترك ووحدتنا الوطنية كقوة مشتركة".
اضاف: "اليوم في هذا اللقاء الاخوي والمثمر ناقشنا مختلف هواجس المدينة، وكل فرد منا شرح وتحدث عن هواجس من يمثل وكان هناك تفهما كاملا على اننا يجب ان نكون صورة جامعة لكل اللبنانيين ونكون نموذجا عن العيش المشترك في لبنان فنحن نختلف في السياسة، ولكن في الامور الوطنية والاخوية نحن متمسكون بها وبالوحدة وتقديم المساعدات للجميع".
اضاف: "علينا ان لا ننسى الوضع الاجتماعي وتأثيراته على التطرف لذلك نناشد الدولة بمختلف مسؤوليها ان الشمال يحتوي على ما يكفيه من مرافق حيوية ليؤمن لابنائه فرص عمل ، فقد رأينا زوارق الموت التي تعتبر مغامرة خطرة تنطلق من طرابلس والشمال فقط، وهذا يدل على المعاناة التي يعيشها ابناء هذه المناطق، ونريد ان نلفت الانتباه الى انه لدينا مطار في القليعات مطار الرئيس رينه معوض ومصفاة في البداوي ناهيك عن معرض رشيد كرامي الدولي والمنطقة الاقتصادية الحرة في مرفأ طرابلس، لذا لا بد من تفعيل كل هذه المرافق لنهزم معا العوامل الاجتماعية الاقتصادية الصعبة التي يعيشها ابناء طرابلس والشمال، ومدى تأثيرها على الاستقرار العيش المشترك".
وتابع: "كان من المفترض ان تنصف طرابلس منذ زمن طويل ولكن كان الظروف السياسية حالة دون ذلك واليوم نحن امام مرحلة جديدة ومن يقصر حكما بحق الشمال سيتحمل المسؤولية ، وليس من المسموح لاحد ان لا يضعنا في جدول اعمال اول جلسة لمجلس الوزراء فمطار القليعات ومصفاة البداوي واي مرفق يمكن ان يؤمن عيش كريم للناس علينا تفعيله، ولن يسمح بعد الان ان تحاصر وتعاقب طرابلس واي منطقة من الشمال، ونحن اليوم على ابواب مرحلة جديدة وسننتظر ونرى ومن يقصر سنحاسبه وهو لا يمثل ابناء طرابلس والشمال".
وختم: "لدينا امل كبير بانتخاب رئيس للجمهورية في الوقت المحدد، ونرى ايضا دينامكية حقيقية، وبالمناسبة نحن كقوة معارضة نؤكد ان اسم الرئيس اليوم اهم من الرئاسة ولن نقبل اي رئيس لا يحمل المواصفات المطلوبة لهذه المرحلة، ونطالب برئيس دولة بكل ما للكلمة من معنى، ولن نسمح بانتخاب رئيس ضعيف يمسح يديه امام اي قوة عسكرية كانت، وخلال الاجتماع اثار النائب ايلي خوري نقطة مهمة، ان طرابلس تريد ان تؤكد لممثلة الامين العام للامم المتحدة انها تؤيد تنفيذ مختلف قرارات الامم المتحدة واتفاق الطائف، وانا بدوري وباسم المدينة نطالب باقامة دولة بكل ما للكلمة من معنى مع الحفاظ على كامل حدوده ومرافقه وتنفيذ كل القرارات الصادرة عن الامم المتحدة، واكدت لممثلة الامم المتحدة ان طرابلس والشمال هما مع تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتطبيقها كاملة.
واكد خوري ان "الاجتماع كان اجتماع صريح وبناء وفرصة لكل الطرابلسيين لنرحب بممثلة الامم المتحدة في طرابلس، ونشاركها هواجسنا وهواجس ومطالب ابناء المدينة خصوصاً بعد احداث سوريا، كما كانت مناسبة لنا لدعوتها لزيارتنا مرة اخرى، وهي وعدت بذلك ومهتمة بطرابلس والوقوف الى جانب اهلها بكل مشاكلهم، ووعدتنا ايضا ان تكون طرابلس على الخريطة الدولية باطار مطالبها وعملها في الامم المتحدة لرفع الغبن والحرمان عنها".
وفي الختام اقام سويف مأدبة غذاء على شرف ضيوفه.
المطران سويف: الوحدة والمواطنة أساس البلد
الــــــســــــابــــــق
- جنبلاط: لست متخوفاً من حكم أصولي إسلامي
- السيسي: لأهمية بدء عملية سياسية شاملة تضم كافة مكونات وأطياف الشعب السوري
- أي دور للمستقلّين الشيعة؟ التفاصيل في النشرة المسائية
- الخارجية الألمانية: مسؤول ألماني كبير يجري محادثات مع قادة الإدارة الجديدة في دمشق ويناقش المرحلة الانتقالية وحقوق الإنسان ومستقبل سوريا
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك