كتب داني حداد في موقع mtv:
رئيسٌ للجمهوريّة في ٩ كانون الثاني. هذا ما يؤكّده أكثر من مرجعٍ، أوّلهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يحسم في مجالسه الخاصّة: لن أخرج من المجلس في 9 كانون إلا بعد أن يتلو الرئيس خطاب القسم. ولكن، من هو الرئيس؟ لن يأتيك جوابٌ حاسمٌ من أحدٍ. ثمّ، ماذا لو لم يؤمّن أيّ مرشّح الـ ٦٥ صوتاً؟
الكُوّة الوحيدة التي قد تُفتَح في الجدار الرئاسي هي التواصل المباشر بين عين التينة ومعراب، ما قد يؤدّي الى توافقٍ حول اسمٍ، وسط معلومات عن انفتاح بري على دعم مرشّحٍ يحظى بتأييدٍ مسيحي، من دون أن يستفزّ حزب الله، حتى لو لم يوافق "الحزب" على مرشّح.
تكرار سابقة ذهاب أحد ركنَي "الثنائي الشيعي" الى دعم مرشّح لا يوافق عليه الركن الآخر وارد، ولكن بصورة معاكسة هذه المرة، بعد أن أيّد حزب الله ترشيح الرئيس ميشال عون وانتخبه من دون موافقة بري. ولا يُستبعد، في ٩ كانون الثاني، أن ينتخب بري مرشّحاً لا يؤيّده "الحزب"، إذا اقتضت الحاجة.
وتنقل مصادر بري عنه انفتاحه على مروحةٍ واسعة من الأسماء، انطلاقاً من قدرته على التكيّف مع كثيرين، في حين تنفي مصادره وجود مرشّح متقدّم على الآخرين، حتى الآن، في وقتٍ يُنتظر أن يحصل تواصلٌ تأخّر بين بري والنائب جورج عدوان، ممثّلاً رئيس حزب القوات اللبنانيّة، وهو سيكون، متى حصل، مؤشّراً لبدء البحث الجدّي في الإسم التوافقي. وتشير المعلومات الى أنّ النائب جورج عدوان سيزور عين التينة قريباً، على أن تبقى هذه الزيارة بعيدة عن الإعلام. أمّا التواصل غير المباشر فيتولّاه حاليّاً نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي الذي ينسّق، بشكلٍ يومي، مع أحد المقرّبين من جعجع.
وتُطالَب معراب، من أكثر من جهة، بطرح إسم مرشّح، أو أكثر، للبحث فيه، بعد أن تولّت في الأسابيع الأخيرة حرق أكثر من إسم. بينما يعتبر رئيس حزب "القوات" سمير جعجع أنّ أيّ اسمٍ يطرحه يجب أن يحظى، كانطلاقةٍ، بتأييد كتلتي "اللقاء الديمقراطي" و"الاعتدال الوطني".
علماً أنّ الصفة الأساسيّة التي وضعها النائب السابق وليد جنبلاط للرئيس المقبل هي أن يوافق عليه بري ويحظى بغطاءٍ مسيحي.
أمّا المرشّح سليمان فرنجيّة، الذي خرج فعليّاً لا رسميّاً من السباق، والذي التقى وفداً من حركة "أمل" منذ أيّام، فيجاهر بأنّ مرشّحه الأوّل هو العماد جوزيف عون، من دون أن يخفي انفتاحه أيضاً على إسمَي نائبَين يُتداوَل باسميهما. وتشير المعلومات الى أنّ "الثنائي" سيسعى، قدر الإمكان، الى منح فرنجيّة صفة الممرّ للمرشّح الذي سيتبنّاه، ولو أنّ وفد "أمل" كان واضحاً أمامه في رفض تبنّي ترشيح قائد الجيش.
ويبدو أنّ الحراك الخارجي لا يسير، رئاسيّاً، أسرع من الداخلي. إذ أنّ الاجتماعات التي عُقدت في باريس والرياض في الأيّام الأخيرة لم تبلغ مرحلة اختيار الأسماء. ونفى مصدرٌ دبلوماسي عربي ما ورد في إحدى وسائل الإعلام اللبنانيّة عن توافق سعودي فرنسي على لائحة من أربعة أسماء.
على صعيدٍ موازٍ، تكثّف التنسيق بين حزب الله والنائب جبران باسيل في الأيّام الأخيرة، فعُقد مساء أمس اجتماعٌ هو الثاني بين باسيل والحاج وفيق صفا في منزل الأوّل كان محوره الملف الرئاسي. ويُتوقّع أن يلبّي باسيل دعوة السفير السعودي وليد البخاري الى العشاء في الأسبوع المقبل. وتجدر الإشارة الى أنّ اجتماعاً كان سيُعقد منذ يومين بين باسيل ورئيس حزب الوطنيّين الأحرار النائب كميل شمعون، بمسعى من نائب باسيل ناجي حايك، إلا أنّ شمعون ألغى الموعد قبل ساعاتٍ من انعقاده.
في الخلاصة، سترتفع وتيرة الاتصالات الرئاسيّة في الأيّام المقبلة، ولكنّ الحسم لن يحصل قبل تدخّل خارجي واضح لصالح مرشّح معيّن. وإن لم يتمّ ذلك، لا يُستبعد تعثّر التوافق على رئيس. حينها، سيحدّد بري موعداً لجلسةٍ أخرى، بعد تولّي دونالد ترامب مقاليد الرئاسة، وعندها قد تُخلط الأوراق من جديد وتتبدّل حظوظ المرشّحين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك