خاص موقع mtv:
من كان ليتصوّر أنّ نظامًا كنظام الأسد، عاث في سوريا ولبنان الخراب والدمار وامتهن القمع وتفنّن بالقتل والتعنيف الجسدي والنفسي ستأتي ساعة ويقول الشعب السوري الحرّ "كش أسد". أيّام قليلة كانت كفيلة بدحر النظام البعثي بعد 13 عامًا من حربه على السوريين وخصوصًا كل ما عارضه الفكر والرأي. في المشهد علمان: الأوّل علم يُنزَع وهو العلم الأحمر فالأبيض تتوسّطه ثلاثة نجوم خضراء فالأسود، ليُسدل الستار عن 60 عامًا من الظلم، وآخرٌ يُرفع وهو العلم الأخضر فالأبيض فالأسود ويحتوي القسم الأبيض منه على ثلاثة نجوم حمر معلنًا بداية حقبة جديدة في سوريا.
إلّا أنّ العلم الذي ترفعه الفصائل المعارضة في سوريا ليس وليدة اليوم، ويعود استخدامه إلى الأوّل من كانون الثاني من العام 1932 حيث رُفع للمرة الأولى في العاصمة دمشق خلال عهد الجمهورية السورية الأولى يوم كانت البلاد لا تزال تحت الانتداب الفرنسي. وهذا العلم لُقّب بـ "علم الاستقلال" لأنه شهد استقلال سوريا عن الانتداب الفرنسي يوم 17 نيسان عام 1946. ونصّت النسخة النهائية لدستور سوريا في المادة السادسة الذي أقرته الجمعية التأسيسية عام 1950 على أن "يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه، وهو ذو ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، ويحتوي القسم الأبيض في خط مستقيم على ثلاثة كواكب حمر خماسية الأشعة".
مع وصول جمال عبد الناصر إلى الحكم في مصر وقيام الوحدة بين سوريا في 22 شباط 1958، اعتمد عبد الناصر علماً جديداً لـ"الجمهورية العربية المتحدة"، ويتألف من 3 ألوان بالترتيب من الأعلى: الأحمر فالأبيض فالأسود، وفي المنتصف نجمتان باللون الأخضر، لكن توقف استخدام هذا العلم بعدما تم الانفصال في 28 أيلول 1961. عاد بعدها "علم الاستقلال" ليُرفع على المقرّات الرسميّة السوريّة والسفارات مدّة عامين فقط، إذ إنّه مع الانقلاب الذي نفّذه حزب البعث في 8 آذار 1963، على السلطة القائمة آنذاك، قرّر الرئيس السوري السابق حافظ الأسد اعتماد نفس علم "الجمهورية العربية المتحدة" مع إضافة نجمة ثالثة.
عاد "علم الاستقلال" ليظهر من العام 2011، واليوم يُرفرف في سماء سوريا مؤكّدًا المؤكّد: لا ظلم يدوم ولا أنظمة استبدادية ولا انتداب ولا احتلال يدومون... والاستقلال قدر الأحرار.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك