جاء في جريدة "اللواء":
طرح انهيار النظام السوري بهذه السرعة وخلال عشرة أيّام تقريباً أمام قوى المعارضة المسلحة المدعومة من الخارج، أسئلة كثيرة حول مصير سوريا مستقبلاً، وانعكاس هذا الزلزال السوري وارتداداته على لبنان وعلى منطقة الشرق الاوسط لاحقاً، في ظل خريطة الشرق الاوسط الجديدة التي تُرسم برضى اقليمي ودولي لا يستطيع احد تعديلها إلا بمواجهات دامية ليس أوانها الآن ولا أحد بعد قادر على خوضها على الأقل في المدى المنظور؟ وفي ظل المخاوف من تمدّد الفصائل المسلحة نحو المناطق اللبنانية، وأغلبها كان للبنان معها تجربة مريرة في حرب الجرود البقاعية مع "جبهة النصرة وأخواتها"؟
وقالت مصادر سياسية إنّه لا بد من ترقّب نتائج عمل لجنة الاشراف على تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، وترقب نتائج مساعي التوافق لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني المقبل لمعرفة ما سيُفرض على لبنان بعد الذي جرى في سوريا وإقفال المعابر أمام تدفّق السلاح إليه، كيف سيتصرف "حزب الله"؟ إذ أن الغموض يحيط بالوضع المقبل وبنوايا الأطراف المحليين والخارجيين.
وبرأي مصدر نيابي مستقل ومحايد وخارج المحاور، "فإن التركيبة القائمة في سوريا وبعض دول المنطقة منذ عشرات السنين قد انقلبت ودخلنا مرحلة جديدة، ويبدو أنّ سوريا بحاجة إلى اتفاق طائف سوري - عربي ودولي لتشكيل نظام جديد يجمع كل الاطراف ويحفظ وحدة البلاد ومكوناتها واستقلالها كما حصل في لبنان". وقال المصدر لـ"اللواء": "أشك في نجاح مشروع بول بريمر القديم لتقسيم سوريا فالظروف والمعطيات التي كانت قائمة وقتها تغيّرت".
وأضاف: "لا بد أن يواكب لبنان هذه التطورات بالبحث الجدي بين أطرافه السياسيين وكل أطيافه في تطوير نظامه السياسي، حتى لا يتم فرض نظام جديد عليه لا يتوافق مع تركيبته وظروفه وأوضاعه ومصالحه، سواءٌ بالفدرلة أو الكونفدرالية أو التقسيم المقنّع".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك