كتب يوسف فارس في "المركزية":
يرى المتابعون للحراك الفرنسي وزيارة الموفد الرئاسي الوزير جان ايف لودريان لبيروت انها كانت استطلاعية باعتبار ان لا طرح او مبادرة فرنسية جاهزة او معدة سلفا بل ان هذه الزيارة اعادت ضبط الملف الرئاسي في راس أولويات مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان. وان حضور لودريان شخصيا كان عاملا مساعدا للدفع في ملف رئاسة الجمهورية الى الحسم بصورة عاجلة لا اكثر. واذ لمس المتابعون صدق توجه لودريان لانتخاب رئيس للجمهورية على وجه السرعة الا انهم أشاروا الى انه أعاد في اللقاءات التي اجراها مع القوى السياسية طرح فكرة أساسية سابقة يعتبرها لودريان السبيل الالزامي لحسم الملف الرئاسي وجوهرها حض الأطراف في لبنان على توسيع الخيارات الرئاسية وعدم حصرها بأسماء معينة. وبالتالي الاتفاق في ما بينهم على خيار رئاسي مؤيد من كل الأطراف.
جدير ان مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى تحديد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وايحائه بأنها ستكون مثمرة بقوله انه سيدعو اليها السفراء والبعثات الدبلوماسية في لبنان على جاري ما يحصل مع كل جلسة انتخاب مثمرة سابقة لم يحرك بعد المياه الرئاسية الراكدة بل دفعت القطار الرئاسي خطوات مهمة الى الامام واضعاً بذلك حداً للشغور الرئاسي.
عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية يقول عبر "المركزية" سيكون للبنان رئيس للجمهورية مع مطلع السنة الجديدة ومبدئيا في جلسة التاسع من كانون الثاني التي دعا اليها الرئيس بري، لافتا الى ان زيارة لودريان أعطت دفعا للجنة الخماسية لتعاود تحركها على الخط الرئاسي من اجل تدوير الزوايا توصلا الى مرشح توافقي او اقله الى سلة من الأسماء تكون حاضرة في جلسة الانتخاب المحددة والا سيصار الى التنافس الديموقراطي في جلسات مفتوحة حتى تصاعد الدخان الأبيض وفوز احدهم من ضمن الأسماء المطروحة من العسكريين والمدنيين المطروحين والمعروفين. على ان يصار الى تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة تنهض والرئيس الجديد بلبنان من الازمات التي يعاني منها.
ويتابع: "سيتم التركيز في المرحلة المقبلة على تعزيز قدرات الجيش اللبناني الذي تم التمديد لقائده جوزيف عون. واعتقد انه سيستمر في استكمال مهامه حتى مع الرئيس الجديد، اذا ما كان يحظى بدعم واشنطن سيما وان المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة أميركية . المطلوب من كل القوى والأطراف الداخلية النزول عن الشجرة والتواضع بعض الشيئ رأفة بلبنان واللبنانيين الذين يعانون الامرين وعلى جميع الصعد والمستويات".
ويختم مؤكدا صمود الهدنة ووقف النار في لبنان على رغم هشاشتها والغموض الذي يكتنفها ليس بريئا في رأيي انما تقصد واضعوها ذلك خدمة لإسرائيل ومصالحها الأمنية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك