جاء في جريدة "الشرق الأوسط":
دفعت الإنذارات الإسرائيلية باستهداف مراكز "القرض الحسن"، اللبنانيين، إلى موجة نزوح جديدة من بيروت وضاحيتها الجنوبية، حيث اكتظت الشوارع، مساء الأحد، واختار معظم النازحين التوجه نحو ساحة الشهداء والواجهة البحرية للعاصمة اللبنانية.
وكان أصدر الجيش الإسرائيلي عدة إنذارات سبقت استهدافات واسعة لمراكز "القرض الحسن" في ضاحية بيروت الجنوبية، وعمم إنذارات لقصف مراكزه في الضاحية الجنوبية والبقاع وجنوب لبنان، مما أثار مخاوف السكان الذين يقطنون في مناطق مجاورة.
كما أفاد مصدر أمني لبناني جريدة "الشرق الأوسط" بأن ضربات استهدفت محيط مطار بيروت الدولي، حيث أظهرت لقطات سحب دخان تتصاعد من مواقع قريبة من المرفق الحيوي. وأضاف المصدر الأمني الذي طلب عدم كشف هويته أن ضربتين أصابتا أهدافا قريبة من المطار، بينما كانت إسرائيل تشن غارات على مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت عقب إصدارها تحذيرات بإخلاء مواقع محددة. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن عدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت بلغ 13، منها واحدة قريبة من مطار رفيق الحريري الدولي.
ويعد "القرض الحسن»"من أبرز المؤسسات الخدماتية التابعة لـ"حزب الله" في لبنان، حيث يمنح السكان قروضاً مالية من دون فوائد، مقابل ضمانات هي عبارة عن ذهب أو كفالة مالية. وينتشر على جميع الأراضي اللبنانية ضمن 31 فرعاً، تتوزع في بيروت، والضاحية الجنوبية، والجنوب والبقاع وجبل لبنان. ويقدر عدد زبائن المؤسسة بعشرات الآلاف. ولاقت المؤسسة إقبالاً كثيفاً بعد الأزمة المالية اللبنانية في 2019، حين توقفت المصارف التجارية عن منح القروض المالية للأفراد والمؤسسات.
وأصدر الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، تحذيراً موجهاً إلى "سكان لبنان"، قال فيه إنه سيبدأ بمهاجمة بنى تحتية تابعة لـ"القرض الحسن"، داعياً إلى الابتعاد عنها فوراً. وقال إنه "يتم تمويل قسم كبير من أنشطة حزب الله من ميزانية الدولة الإيرانية، حيث يستخدم حزب الله هذه الأموال بغية تمويل أنشطته ومن ضمن ذلك التسلح، وشراء المنشآت لغرض تخزين الوسائل القتالية، وإنشاء مواقع الإطلاق، وتمويل أجور عناصر التنظيم، وكذلك لتنفيذ نشاطات مختلفة".
وأثار هذا الإعلان مخاوف السكان الذين يقطنون في محيطه فاختار بعضهم النزوح.
وفي أول رد غير رسمي تبنته وسائل إعلام "حزب الله"، انتشر ملصق في منصات ومجموعات التواصل الاجتماعي، ممهور بشعار "جمعية مؤسسة القرض الحسن"، يقول إن "إفلاس العدو ونفاد بنك أهدافه من القدرات القتالية، دفعاه إلى التهديد باستهداف مؤسسة القرض الحسن ذات الطابع الاجتماعي".
وأكد أن المؤسسة "اتخذت جميع الإجراءات منذ بداية الحرب، وهي إجراءات كفيلة بحفظ أمانة ودائع الناس وجنى أعمارهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك