بثبات وعزيمة ووفقاً للخطة المرسومة من القيادة، يواصل الجيش تقدّمه في معركة "فجر الجرود" التي اطلقها السبت الفائت ضد ارهابيي تنظيم "داعش" المتمركزين في جرود القاع ورأس بعلبك، مسطّراً صفحات جديدة في فصول المواجهة مع الارهاب ومع تنظيم انهارت امامه جيوش مهمة في المنطقة.
وفيما تتسّع رقعة المناطق المحررة من قبضة "داعش"(80 كيلومتراً مربعاً من مساحة المنطقة التي تبلغ 120 كيلومتراً مربعاً، بحسب ما اعلن امس الضابط في مديرية التوجيه العقيد الركن فادي بوعيد في مؤتمر صحافي عقده في مبنى وزارة الدفاع في اليرزة)، يواصل "حزب الله" والجيش السوري بدورهما معركة "وان عدتم عدنا" من الجانب السوري في اتجاه مواقع "داعش" التي اطلقاها بالتزامن مع تحديد الساعة الصفر لمعركة الجرود.
في المقلب اللبناني من المعركة التي تنتهي عند وصول الجيش الى الحدود مع سوريا، وفق ما اعلنت مديرية التوجيه باسم القيادة امس الاول، اوضح مصدر عسكري لـ"المركزية" "ان لا وقت محدداً لانتهاء المعركة، وكل ما يروج من مواعيد اعلاميا لا اساس له من الصحة فالميدان هو الذي يتحكّم بظروفها وتوقيتها، وكما اعلنت القيادة انطلاقتها ستعلن نهايتها".
واشار الى "اننا سيطرنا على ثلاثة ارباع الجرود ويبقى امامنا الربع الاخير الممتد لنحو 40 كيلومتراً، 15 في الشمال و25 في منطقة مرطبيا"، كاشفاً "اننا نتقدّم تدريجياً والخناق يضيق عليهم جوّا وبرّاً من الجانبين اللبناني والسوري، وقرار الحسم نهائي لا رجوع عنه حتى تحرير الجرود، وهم امام سيناريوهين لا ثالث لهما: الاستسلام او المواجهة المباشرة في المربع الاخير".
ولفت الى "ان عدد المسلّحين قليل مقارنةً بالمساحة الكبيرة التي يسيطرون عليها، وهم يعتمدون تكتيك التحرّك بأعداد قليلة في المواقع والتلال، وعندما يرون حجم قوات الجيش التي تتقدّم في اتّجاههم يتراجعون في اتّجاه مواقع اخرى اكثر ارتفاعاً بعد تفخيخ الحقول التي تفصل بين المواقع ثم يلوذون بالاختباء في المغاور".
في المقلب السوري، وفي غياب التنسيق المباشر مع الجيش اللبناني يواصل "حزب الله" والجيش السوري تقدّمهما في اتّجاه مواقع التنظيم. وابدت مصادر الحزب عبر "المركزية" "ارتياحها لمجريات المعركة التي وبحسب قولها "تسير افضل مما كنّا نتوقع"، واوضحت "ان الجيش يقوم بدوره في شكل جيّد تماماً كما نفعل نحن من الجانب السوري".
وعن وجود تنسيق مباشر او غير مباشر بين الجيش اللبناني و"حزب الله" والجيش السوري، رفضت المصادر التعليق، مكتفيةً بالقول "الميدان هو الذي يُعلّق".
واذ املت في "ان تكون المدة الزمنية لمعركة "فجر الجرود" قصيرة"، اوضحت "ان انسحاب مسلّحي التنظيم في اتّجاه المناطق السورية كما حصل مع مسلّحي "جبهة النصرة" في معركة جرود عرسال، بيد الحكومة السورية التي يعود اليها تحديد وجهة خروجهم والمنطقة التي سيتوجهون اليها".
وفي حين يواصل الجيش انتشاره في جرود عرسال ووادي حميد بعد تحريرهما من "جبهة النصرة" و"سرايا اهل الشام" مغلقاً بذلك ثغرة امنية كانت تشكّل مصدر خطر على عرسال ولبنان، يستعد الجيش بعد تحريره جرود الرأس والقاع لاستكمال وصل سلاسل "الزنّار الامني" الذي يفرضه على حدود السلسلة الشرقية. وفي السياق، اشارت مصادر الحزب الى "ان الحدود الشرقية ستكون تحت قبضة الجيش بعد الانتهاء من معركة "فجر الجرود"، وهذا هو المكان الطبيعي الذي يجب ان يتواجد فيه، ونحن كـ"حزب الله" نرحّب بذلك".
وذكّرت "بأننا لم نطلب يوما أن نحل مكان الجيش في مهامه وادواره الامنية، انما نقول إن هناك قوّة (المقاومة) في لبنان قادرة على ردع العدو الاسرائيلي والارهاب التكفيري، وهي لا تتناقض مع الجيش ودوره"، لافتةً الى "اننا نترك للناس التعليق على دور المقاومة وجهودها، خصوصاً اثناء معركتي الجرود الاولى والثانية، وعلى اهمية المعادلة الذهبية "الشعب والجيش والمقاومة" التي تُرجمت فعلياً على الارض".
واوضحت "ان لا شيء يمنع إضافة الدولة الى المعادلة الذهبية كي تصبح رباعية "الجيش، الشعب، المقاومة والدولة"، "ومين بيزيد اهلا وسهلاً به"، وذلك في معرض ردّها عمّن يعتبرون ان المعادلة الذهبية اصبحت "جيش، شعب ودولة".
ولم تغفل المصادر الاشارة الى "اهمية التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية في ملف عودة النازحين الى الداخل السوري، خصوصاً ان بعد انتهاء معركة "تحرير الجرود" سيتم تفكيك مخيمات النازحين في منطقة مشاريع القاع التي تضمّ اعداداً كبيرة من عائلات المسلّحين"، واوضحت "اننا لن نوفّر جهداً في تقديم المساعدة في هذا السياق باعتبار اننا حلفاء للنظام السوري، لكن في النهاية هذه مهمة الحكومة". وختمت مصادر الحزب بالتأكيد "ان انتصار الجيش انتصار للمقاومة ولكل لبناني شريف".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك