تنشط المملكة العربية السعودية في استضافة محادثات حول الأزمات والصراعات القائمة في اكثر من مكان، مؤكدة موقعها كوسيط عالمي محايد، وهي في هذا السياق تبقي قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الأطراف المشاركة في النزاعات.
ففي الازمة الغربية مع روسيا، لم تنضم الرياض إلى الغرب وعقوباته ضد موسكو، وكانت دائما على اتصال بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقدمت حزم مساعدات إنسانية ومساعدات طبية بقيمة ملايين الدولارات لأوكرانيا". وفي الموازاة في عام 2024، ساعدت الرياض في تسهيل تبادل تاريخي للأسرى بين روسيا والولايات المتحدة. وفي منتصف شباط الفائت، استضافت محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث التقى كبار المسؤولين من واشنطن وموسكو لمناقشة تطبيع العلاقات بين البلدين وإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفي السياق عينه من المرجح أن تستضيف اجتماعا وجها لوجه بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسيكون الأول منذ تولي الرئيس الاميركي منصبه في ولايته الثانية.
اما على المستوى العربي، فتشكل الرياض نقطة لقاء لقمة جامعة الدول العربية لمناقشة الصراع من غزة الى السودان مرورا بسوريا، وغيرها من الدول التي تعاني من الازمات.
وفي هذا المجال قال النائب ملحم الرياشي الخبير في الشأن السعودي، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، المملكة تلعب دوراً استراتيجياً في ادارة الصراعات الدولية خصوصاً بعدما اعتمدت استراتيجية الحياد الفاعل في سياساتها الخارجية، فكانت على مسافة واحدة من المتصارعين مما سمح لها ان تكوّن نقطة التقاء لهم من اوكرانيا وروسيا إلى الاحداث في سوريا وما بينهما.
واضاف الرياشي: نجحت دبلوماسية "السلحفاة" في تحقيق نتائج استثنائية في زمن "صفر حوار" بين عدة متصارعين او حتى بين الحلفاء انفسهم حيث شهدنا اسلوباً جديداً في التعاطي بين الولايات المتحدة من جهة واوكرانيا من جهة اخرى".
في المقابل، تابع الرياشي، "لا يمكننا الإنكار ان منسوب الحضور الدولي للمملكة ارتفع بشكل مضطرد مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان، ما جعلها حاضرة بقوة في الملعب الدولي، وقد تكون المرة الاولى التي تشكل فيها دولة عربية نقطة ممغنطة تجذب المتخاصمين لحل مشاكلهم، عدا عن ان المملكة السعودية تتمتع بموقع جغرافي تتقاطع فيه طريق الحرير مع الطموحات الأطلسية المستجدة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك