الدعوات الكثيرة التي تلقاها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لزيارات خارجية الى دول عربية وأجنبية، يسعى الى تلبيتها وفق الظروف المناسبة، فبعدما افتتحها بزيارتين ناجحتين الى المملكة العربية السعودية وقطر، يتوقع ان تكرّ مسبحة إطلالاته الى الخارج في أكثر من زيارة سيتم الإعداد لها في أقرب وقت ممكن.
ومنذ انتخابه، كانت زحمة الموفدين العرب والأجانب الى القصر الجمهوري للتهنئة ونقل رسائل الدعم مؤشراً الى أن المظلّة الدولية للبنان متواصلة بوجود رئيس قارب المواضيع الحسّاسة والمتصّلة بعلاقات لبنان بأشقائه في الخارج بمسؤولية، على قاعدة "لا تدخّل بشؤون البلد ولا تدخّل لبناني بشؤون هذا الخارج". أصبحت المعادلة معروفة وواضحة من دون أي لبس. فما هو المتوقع من هذه الإطلالات؟
توضح مصادر ديبلوماسية لوكالة "أخبار اليوم" أن الرئيس عون أرسى قواعد لهذه العلاقات الدولية، وأرسل أكثر من إشارة الى المعنيين بها، حتى بدت في كثير من الأحيان شديدة اللهجة في الكلام، وهذا ما عكسه خطابه الأخير أمام أعضاء السلك الديبلوماسي لمناسبة تلقيه التهاني بالأعياد، لافتة الى أنه يحفظ في ذاكرته وثائق يبرزها عند اللزوم كدلائل دامغة عند الحديث حول تعاطٍ ما.
وتؤكد هذه المصادر أن الرئيس عون يطلق الموقف المناسب متى بات واضحاً إصراره على معالجة ملف النازحين السوريين، ولذلك هناك توقعات كبيرة بأن يحمله معه في جولاته المقبلة لا سيما الى الدول المعنية به، مشيرة الى أن محطاته المقبلة ستكون على قدر كبير من النجاح، خصوصاً أن عناوين الملفات التي يطرحها معلومة وعبّر عنها كأولوية للبحث.
وتشدّد المصادر الديبلوماسية نفسها على أن الرئيس عون حدّد المفاتيح الرئيسية، فالمحافظة على علاقات لبنان بالخارج ومحيطه العربي والإسلامي أولوية رئيسية. معلنة أنه ربما تتظهّر النتائج سريعاً في بعض الجولات، وفي بعضها الآخر، قد تتأخر بانتظار معطيات معينة، مؤكدة أنه هناك دولاً إطلعت على مواقف الرئيس سواء بعد انتخابه أو في وقت لاحق، وبالتالي أصبحت تدرك توجهاته.
وتفيد أن حمله لقضايا لبنان أمر مفروغ منه، فالثوابت لن تتبدّل. ملاحظة أن رئيس الجمهورية أضاف على هذه الثوابت احترام المواثيق العربية والدولية والتعاطي الإستباقي مع الإرهاب، هذه كلها تشكل محور جولاته.
وتعرب عن اعتقادها ان العمل على نسج علاقات ذات طابع سياسي وإقتصادي واجتماعي أو تطويرها مع الدول التي ينوي زيارتها في القريب العاجل، تصبّ في سياق المصلحة اللبنانية، أما انعكاساتها او ما قد يخرج منها من مقررات يتوقع لها ان تتم متابعتها، لأن الرئيس عون حريص على ذلك. أما بعض الإشكالات التي حصلت في هذه العلاقات في أيام سابقة، فسيعمل على إزالتها انطلاقاً من السعي الى الإحترام المتبادل.
وترفض هذه المصادر الكشف عن جدول زمني بالزيارات الرئاسية، لافتة الى القنوات الديبلوماسية تحدّدها بموافقة رئيس الجمهورية الذي يشرف بشكل مباشر على خطاباته إذا كانت هناك مناسبات تقتضي إطلاقها، لافتة الى أن هذه الإطلالات الخارجية في مختلف مواعيدها ومحطاتها لا يمكن لها إلا أن تكون إضافات ايجابية ومساهمة للمشاركة اللبنانية في الخريطة العربية والدولية، لا سيما ان هذا البلد وضع على السكة الصحيحة بعد إنجاز الإستحقاق الرئاسي وتشكيل حكومة تسعى الى استعادة الثقة، وهذه الثقة يسعى الرئيس عون الى أن تكون راسخة.
عن "أخبار اليوم"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك