في اليوم الثالث عشر من الحراك الشعبي، تجاوب الرئيس سعد الحريري مع مطلب الحراك فقدم استقالته بتلاوة بيان مقتضب أعلن فيه قراره من دون أن يطلع رئيس الجمهورية عليه مسبقاً كما فعل مع الرئيس نبيه بري والوزير الأسبق وليد جنبلاط. ووزّع وزير الخارجية جبران باسيل خبراً قبل إعلان الحريري أن أي تشاور مسبق لم يجرِ معه.
وفي معلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن الحريري أبدى انزعاجاً قوياً عندما أُبلغ تقريراً أمنياً عاجلاً عن هجوم مجموعة من الشباب على المعتصمين في محلة الرينغ بوسط بيروت، فقرّر الاستقالة لأنه شعر بأنه فشل في حماية المتظاهرين بعد أن كان وعدهم أكثر من مرة بحمايتهم وأنه يرفض البقاء في رئاسة الحكومة في ظل سقوط أي دم في ساحات الحراك، إضافة إلى العراقيل الكثيرة التي وضعها أكثر من مسؤول حزبي يفترض أن يسهّل مهمته التي كانت ترمي إلى تشكيل حكومة اختصاصيين لتسلم الحقائب الخدماتية مطعّمة بسياسيين. إلا إن الوزير باسيل كان يفضّل الإبقاء على الحكومة الحالية وترميمها بملء المراكز التي شغرت باستقالة وزراء «القوات اللبنانية» الثلاثة ومعهم نائب رئيس الوزراء وآخرون.
وأفاد سفير دولة غربية في بيروت «الشرق الأوسط» بأن ما تعرّض له المعتصمون المدنيون أمس بوجود عناصر أمنية مرفوض و«يتعارض مع حقوق الإنسان، وشكّل خيبة أمل لدى واشنطن ونيويورك وجنيف وباريس»، وبأن «عدداً من السفراء أجروا اتصالات بعدد من المسؤولين للاستفسار عن التقصير الأمني في ساحات الاحتجاج، والمهم أن ذلك لم يؤدِّ إلى صدام دموي كبير».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك