سيكون المرشح اليميني لرئاسة البرازيل جاير بولسونارو في حال فوزه حاسمًا في موضوع مكافحة الإرهاب عبر التصدي خاصة لشبكات حزب الله وتنظيمات إرهابية أخرى تنشط في منطقة الحدود الثلاثية.
توحي حملة المرشح اليميني لرئاسة البرازيل، جاير بولسونارو، بتشابه كبير مع حملة المرشح الجمهوري للإنتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب عام 2016.
أصبح بولسونارو المواطن البرازيلي، الذي كان مجهولًا بالنسبة إلى كثيرين في بلاده والخارج، أصبح مرشحًا بقوة للوصول إلى سدة الرئاسة، مستفيدًا من عوامل عديدة، أبرزها سجن الرئيس السابق لولا داسيلفا، والركود الاقتصادي الذي تمر به البلاد، وفورة المحافظين، إضافة إلى تنامي عديد الطائفة الإنجيلية التي ينتمي إليها.
المرشح الرئاسي، الذي يواجه اتهامات تتعلق بالعنصرية، يتعرّض لهجوم من قبل التيار اليساري، باعتباره الأوفر حظًا لتغيير اتجاه البلاد من اليسار إلى اليمين، لديه قواسم مشتركة كثيرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لذلك بات يُعرّف من قبل وسائل الإعلام باسم "ترمب البرازيل"، ويمتلك شعبية كبيرة بين أفراد الطبقة الوسطى والعمال والمزارعين، الذين تأثروا سلبًا بسياسات اقتصادية خلال السنوات الأخيرة.
كما حال ترامب، فإن بولسونارو هو رجل أعمال آتٍ من القطاع الخاص، أجمعت معظم مراكز الاستطلاعات على التقليل من حظوظه الرئاسية، واستبعاد فرص نجاحه، كما إنه يحظى بتأييد المُحافظين.
وفي حين يضعه البعض في خانة الـ (Far Right)، فإن أجندته تعتبر أقرب إلى التيار الريغاني (نسبة إلى رونالد ريغان الرئيس الأميركي السابق)، من أجندة المحافظين في الولايات المتحدة الأميركية أو الحزب الديمقراطي المسيحي في أوروبا، فهو محافظ على صعيد القيم الاجتماعية، لا على الصعيد الاقتصادي.
ارتفعت أسهم بولسونارو بشكل كبير منذ تعرّضه قبل أسابيع لطعنة بالغة في الأحشاء، كادت تودي بحياته في ولاية ميناس غرايس في جنوب شرق البلاد، خضع على أثرها لجراحة، وأودع في غرفة العناية المركزة.
في العاصمة الأميركية واشنطن، يؤمن مستشار دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية، د.وليد فارس بوجود حظوظ كبيرة لبولسونارو ستساعده على النجاح في الانتخابات الرئاسية.
المستشار السابق، الذي لديه علاقات مع عائلة المرشح الرئاسي، يقول في تصريح لصحيفة "إيلاف" إن "العالم سيُفاجأ بشخصية برازيلية ستغيّر اتجاهات برازيليا السياسية والاقتصادية على حد سواء".
ماذا سيفعل بولسونارو في حال تمكن من الفوز؟... سؤال يرد عليه فارس قائلًا: "أمور كثيرة ستتغير، وما تهمّنا سياسته الخارجية ومواجهة الإرهاب في القارة اللاتينية، وبولسونارو صرح في مناسبات عديدة بأنه سوف يأخذ على عاتقه مواجهة الإرهاب، ومن المعروف أن شبكات حزب الله وجماعات إرهابية أخرى تتخذ من البرازيل، وتحديدًا منطقة الحدود الثلاثية، (البارغواي، الأرجنتين، البرازيل) مناطق نفوذ لها".
تابع قائلًا: "فوز بولسونارو يعني حربًا بلا هوادة على هذه التنظيمات، ومن يعمل معها ويؤمّن لها الحماية. وأكد لي نجله عضو مجلس الشيوخ أن البرازيل ستغير سياستها الخارجية، وتلتزم محاربة الإرهاب، وستواجه فنزويلا وكوبا، وتقف بحزم إلى جانب واشنطن".
وأعرب عن اعتقاده بأنه "في حال انتصاره ستشهد القارة اللاتينية توازنًا، لم يكن موجودًا لعقود، وسوف يبني شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة والرئيس ترمب على جميع الأصعدة، فلدى بلاده قدرة هائلة من صناعات كبيرة وجيش قوي وعلاقات تجارية على مستوى العالم".
أضاف فارس "هذه الشراكة ستنعكس على الشرق الأوسط، خاصة في موضوعات مواجهة الإرهاب، والعقوبات على إيران ومواجهة انفلاشها العسكري في المنطقة، وسيكون على علاقة ممتازة مع دول الخليج ومصر".
في آخر استطلاع للرأي أجرته شركة داتافولها البرازيلية المتخصصة، كشفت عن تحقيق بولسونارو تقدمًا كبيرًا وصل إلى 32% من أصوات الناخبين، أي بزيادة أربعة في المئة عن الإحصاء ما قبل الأخير، الذي أجرته قبل أقل من أسبوع. وجاء مرشح الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا، فرناندو حداد، ذو الأصول اللبنانية، في المركز الثاني بنسبة 21%.
شركة الاستطلاع التي لم تستبعد إمكان حسم مرشح اليمين المعركة في الجولة الأولى يوم الأحد المقبل، قالت إنه وفي حال اللجوء إلى دورة ثانية، فإن بولسونارو سيحصل على 44% من أصوات الناخبين، مقابل 42% لحداد. أما النسبة المتبقية فلم تحسم خياراتها التصويتية بعد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك