في غمرة غرق القيمين على عملية تأليف الحكومة، التي اصطدمت مجددا بالعقد المتأتية من حرب تناتش الأحجام والحصص الحكومية لا سيما على الخطين المسيحي والدرزي، إلى جانب الاشكالية المرتبطة بتمثيل النواب السنة غير الدائرين في فلك تيار المستقبل، اتجهت الأنظار خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى حزب الكتائب واحتمالات مشاركته في الحكومة المقبلة، وهو ما لم يحسم حتى الساعة.
وفي إطار المشاورات السياسية الموسعة الجارية راهنا، التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل المستشار الرئاسي للشؤون الديبلوماسية النائب الياس بو صعب. وفي السياق، اكتفت أوساط مطلعة بوضع هذا الاجتماع عبر "المركزية" في إطار ما يمكن تسميته "جس النبض الكتائبي" في ما يتعلق بالأفكار التي يحملها الجميل وحزبه للمرحلة المقبلة، وهو ما أشار إليه البيان الذي اصدره مجلس الاعلام في الحزب بإعلانه إن التواصل مع التيار ومع سائر الفرقاء السياسيين طبيعي لما فيه مصلحة لبنان.
وفي وقت تبدو محادثات الرجلين محاطة بجدار من الصمت، يلفت المراقبون إلى أن الكتائب لاقت الرغبة التي أبداها القيمون على الطبخة الحكومية إلى منتصف الطريق حيث سمت الحريري لتشكيل الحكومة جديدة، غير أنهم يلفتون في الوقت عينه إلى ان هذا الموقف الايجابي لا يعني أن المشاركة الكتائبية في الحكومة العتيدة باتت أمرا مبتوتا ومسلما به. ذلك أن مصادر سياسية مطلعة تعتبر عبر "المركزية" أن رئيس الكتائب بدا شديد الحرص على إقران موقفه "الايجابي" هذا بما يعتبره نهجا جديدا أعطى الحريري إشارات إليه في خلال الحملات الانتخابية، ما يعني أن الصيفي تبحث اليوم عما يمكن تسميته "منطقا جديدا في إدارة الشأن العام في البلاد، علما أن الانتخابات الأخيرة شهدت امتناع 50% من الناخبين عن الادلاء بأصواتهم. وهو ما يعد مؤشرا خطيرا إلى أن المزاج الشعبي غير ممتن لطريقة إدارة البلد وحكمه، ما يوجب المعتدّين بالنصر الانتخابي مراجعة حساباتهم. وتشير المصادر إلى أن أول غيث النهج الجديد الذي تتطلع إليه الكتائب قد يكمن في الإلتزام الواضح في تنفيذ الاصلاحات الإقتصادية التي طالب بها المجتمع الدولي لبنان في خلال مؤتمر "سادر" باعتبارها خشبة خلاص لإنقاذ لبنان من الانهيار الذي شارفه الوضع الاقتصادي، مؤكدة أن مدى الالتزام بسلة الاصلاحات الاقتصادية سيكون عاملا مقررا في خيار الكتائب الحكومي، علما أن الجميل أكد في أكثر من مناسبة تمسك الحزب بهامش الاستقلالية الذي يتمتع به، باعتباره المنطلق الأساس لأي قرار لأن الأولوية للاستمرار في الدفاع عن سيادة الدولة وحقوق الناس بحرية وبعيدا من لعبة الشروط والشروط المضادة.
حنكش: وفي السياق، أكد عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش لـ"المركزية" "أننا لن نخضع لأي شروط، علما أننا نريد أن نعطي فرصة ايجابية للعهد، لكننا لم نتخذ بعد قرارا نهائيا في ما يخص المشاركة في الحكومة، التي ننتظر أيضا تركيبتها، مشددا على أن القرار لجهة المشاركة في الحكومة أو عدمها مرتبط بالنيات "الاصلاحية والانقاذية للقيمين على الحكم والحكومة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك