لعل أبرز ما يميّز دائرة بعبدا أن المعركة الانتخابية فيها ستكون محسومة في ما يتعلق بالمقعدين الشيعيين اللذين سيذهبان إلى الثنائي الشيعي. كذلك الأمر بالنسبة إلى المقعد الدرزي الذي سيذهب إلى مرشح الحزب التقدمي الاشتراكي. ما يعني أن معركة بعبدا ستكون مسيحية- مسيحية على المقاعد المارونية الثلاثة المتبقية.
هي معركة شبيهة بتلك التي كانت في انتخابات العام 2009 بين قوى 8 و14 آذار مع اختلاف طفيف يتمثّل في افتراق حزب الكتائب والوطنيين الأحرار عن القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي، إذ فضّلا تشكيل لائحة تحت عنوان "سوا لبعبدا" بالتحالف مع مجموعات بيئية ضمّت بول أبي راشد وايلي غاريوس ورمزي بو خالد (موارنة) وسعيد علامة وألفت السبع (شيعة) وأجود العياش (درزي).
وعلى عكس الطلاق الذي حصل بين قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر في معظم الدوائر، أصلحت معركة بعبدا ذات البين بينهما من ناحية ومع الرئيس نبيه بري من ناحية ثانية، إسوة بدائرة بيروت الثانية. إذ شكّل التيار لائحة تحت عنوان "الوفاق الوطني" بالتحالف مع الثنائي والوزير طلال ارسلان، ضمّت علي عمّار وفادي علامة (شيعة) حكمت ديب وآلان عون وناجي غارويس (موارنة) وسهيل الأعور (درزي). على أن هذه اللائحة شهدت تبدّلاً طفيفاً عن العام 2009، إذ بات المقعد الدرزي من حصة ارسلان عبر استبدال النائب فادي الأعور بالمرشح سهيل الأعور، وبات المقعد الشيعي الثاني من حصة بري، فحلّ مكان النائب بلال فرحات (حزب الله) المرشح علامة.
أما لائحة تحالف القوات مع الاشتراكي والمدعومة من تيار المستقبل فقد ضمّت وجوهاً جديدة، مثل سنتيا الأسمر وجوزيف عضيمي (موارنة) وهادي أبو الحسن (درزي). وضمّت هذه اللائحة غير المكتملة بمقعد شيعي والتي أتت تحت عنوان "وحدة وانماء بعبدا"، الوزير بيار بوعاصي (ماروني) وصلاح الحركة (شيعي).
على ضفّة المجتمع المدني تشكّلت لائحتان. "سوا لبعبدا" الآنفة الذكر ولائحة "كلنا وطني" لتحالف وطني مع حرحة "مواطنون ومواطنات في دولة"، وتضم جوزيف وأنيس وزياد عقل وماري كلود الحلو (موارنة) وواصف الحركة وعلي درويش (شيعة) ورانيا المصري (درزي).
حماوة المعركة بين الطرفين المسيحيين الأساسيين ودخول المجتمع المدني للمرة الأولى في المعترك الانتخابي، المعطوفة على اعتماد النسبية، من شأنهما رفع نسبة الاقتراع في هذه الدائرة. فمن المتوقع أن يكون الحاصل الانتخابي مرتفعاً، أي نحو 16 ألف صوت، فيصعب على أي لائحة من لوائح المجتمع المدني الحصول عليه. بالتالي، ستكون معركة المجتمع المدني عبارة عن تسجيل موقف واثبات وجود لا أكثر.
هذه المعركة ستكون عملياً مارونية- مارونية ومحصورة بين القطبين اللذين يتصارعان على تمثيل الطائفة، أي القوات والتيار. لكن في ظل تشتت قوى 14 آذار، حيث ستأكل لائحة الكتائب- الأحرار- المجموعات البيئة من الصحن الانتخابي لـ14 آذار، ولن تتمكن القوات من الحصول على أكثر من مقعد. ما يعني أن النتيجة المتوقعة ستكون 4 مقاعد لتحالف التيار- الثنائي الشيعي ومقعدين لتحالف القوات- الاشتراكي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك