غابت الأمانة العامة لقوى 14 آذار عن اجتماعاتها ثلاثة أسابيع لتنعقد أمس بحضور مختلف. كان على رأس الطاولة رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، النائب مروان حماده، وإلى جانبهما رئيس حركة "اليسار الديموقراطي" النائب السابق الياس عطا الله. ومنسق الأمانة النائب السابق فارس سعيد أبلغهم قراراً بتكليفهم الاتصال بالقيادات والشخصيات داخل تحالف "ثورة الأرز" وخارجه من أجل إنشاء "المجلس الوطني لقوى 14 آذار". فالأوضاع لم تعد تتحمل انتظاراً، و"الصيغة الحالية لهذه القوى حققت منجزات في الماضي، لكن التطورات حول لبنان وداخله تفرض إطلالة، رؤية وأساليب جديدة".
يحلو لمروان حماده تشبيه أمانة 14 آذار بالمتظاهر الباقي في ساحة شهداء 2005، هناك يلوّح بعلم لبناني صغير مذكّراً قدر استطاعته بمبادئ وقيم وأهداف اجتمع من حولها من آمنوا بلبنان سيّد حر مستقل يوم "انتفاضة الاستقلال". وهو يرى الظروف ملائمة لتحقيق وعود القيادات بإشراك كوادر 14 آذار في الهيكلة والتفعيل، حريصاً على التوضيح أنها ليست حزباً، وأن ظروفاً قاهرة منذ شباط العام الماضي حتمت الإرجاء، مثل الضغوط المتنوعة والأحداث في العالم العربي لا سيما سوريا واضطرار الرئيس سعد الحريري إلى مغادرة لبنان، علماً أن القيادات واصلت لقاءاتها والتنسيق في ما بينها، وصولاً إلى خلاصته: "لا بد من ضخ الحياة مجدداً في الشرايين بين 14 آذار وشعبها، وعلى القيادات واجب إشراكه وقيادته. إذا نجحنا فسنربح ويربح لبنان معنا انتصارات كبيرة. والاستحقاقات الآتية كبيرة لبنانياً وعربياً، علينا أن نكون جاهزين لملاقاتها".
"وعدنا أناس 14 آذار في مؤتمر البريستول "دفاعاً عن لبنان" في 10- 3- 2011 بهيكلية جديدة، يقول فارس سعيد، وها نحن نقترب من 2013 ". لا يذكر أسباب التأخير صراحة، لكنها كانت شبه واضحة للمجموعات الشبابية التي أطلقت صرختها الاحتجاجية في احتفال "البيال" الأخير. يقول أحد المشاركين في التحضيرات للهيكلية الجديدة: "إذا استمر حصر مدى "ثورة الأرز" وعملها في تنسيق بين ثلاثة أحزاب، فسيكون موقف الناس في نهاية الأمر "حسناً. اصطفلو". ويذهب كلٌ منهم نهائياً إلى شؤونه الخاصة في لبنان والخارج". أما سعيد فلا ينفك يكرر في جلساته الخاصة أن 14 آذار هي حاجة للحزبيين كما هي ضرورة للمستقلين. ويعطي مثالاً: "القوات اللبنانية لا تستطيع أن تخوض المواجهات السياسية التي تُفرض عليها في بيئتها المسيحية بدون 14 آذار، وتيار المستقبل لا يقدر أن يخوض المواجهات السياسية التي تُفرض عليه في بيئته الإسلامية بدون 14 آذار".
لكن الحزبين المذكورين لا يبديان تحفظاً عن إعادة تنظيم "ثورة الأرز" وهيكلتها، ماذا عن حزب الكتائب؟ "أعتقد أنهم يفضلون أن يتميزوا مع التركيز على أنهم جزء أساسي من مكونات 14 آذار"، يقول الياس عطا الله، ويضيف: "لا يرتاحون على الأرجح إلى تقييد قرارهم بقرار جماعي. لذلك لا يتحمسون لمأسسة قوى 14 آذار. هكذا يكون كل حزب حراً بأن يتخذ المواقف التي يريد وأن يستنسب. في رأينا أن ماضياً أليما مشتركاً يجمعنا. جميعنا مجروحون، ولكن هذا لا يكفي. أين يمكننا أن نبحث في برنامج مشترك لقوى 14 آذار تشارك فيه مئات الشخصيات من حزبيين ومستقلين إذا لم يكن هناك مجلس وطني أو جمعية عمومية تجتمع كل شهرين أو ثلاثة؟".
اللجنة الثلاثية المكلفة بالاتصالات التمهيدية لهيكلة 14 آذار ستبدأ خلال يومين لقاءاتها مع رؤساء الكتائب و"القوات" و"المستقبل". يلاحظ عطا الله أن عدد أعضاء المجلس الوطني سيكون كبيراً يقارب الـ400 لأنه يضم جميع النواب الحاليين والنواب والوزراء السابقين في المعارضة، إلى الشخصيات التي شاركت في مؤتمر البريستول- 2011 كهيئة تأسيسية، إلى نسبة الثلث أو النصف من أعضاء المجلس للحزبيين، فضلاً عن أنه سيكون مفتوحاً لمن يرغب في الانضمام.
وفي مشروع الهيكلية التي ستخضع لتعديلات حتمية انتخاب رئيس للمجلس ونائب له وثلاثة أمناء سر لسنة أو سنتين ولمرة واحدة، ويكون المجلس مرتبطاً بالقيادة على غرار الأمانة العامة، والاتصالات بالقيادات والشخصيات لنيل موافقتها ستبدأ خلال يومين. الأهم أن القرار بإنشاء المجلس الوطني اتُخذ، وهو نهائي هذه المرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك