بعد الحبر الكثير الذي سال اخيراً عن علاقة "القوات اللبنانية" بأركان التسوية، "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" التي تدهورت على خلفية استقالة الرئيس سعد الحريري وما رافقها من علامات استفهام عديدة "زرقاء وبرتقالية" وُضعت حول ادائها ومواقفها من القضية، الى اين تتّجه العلاقة مع من يُفترض انهما حليفاها؟ وهل ستبدأ العام الجديد "عام الاستحقاق الانتخابي" بمعادلة "صفر حلفاء" بعدما كانت شبه "صفر اخصام" بعد التسوية الرئاسية؟
على خط العلاقة مع الحليف التقليدي والاستراتيجي "تيار المستقبل" يبدو انها واقفة عند مفترق "الايضاحات" التي تنتظرها معراب من قيادة "المستقبل" حول "النيران الزرقاء" التي تعرّضت لها خلال الاستقالة وما بعدها.
ويوضح النائب فادي كرم لـ"المركزية" "ان تطوّر العلاقة مرتبط باللقاء الذي سيجمع الدكتور جعجع بالرئيس الحريري، وهذا اللقاء يجب ان يتم الاعداد له مُسبقاً وان يتضمّن برنامج عمل من اجل توضيح كل ما رافق مرحلة استقالة رئيس الحكومة والتريّث وصولاً الى الرجوع عنها وما تلاها، خصوصاً لناحية "الهجمة" التي تعرّضت لها "القوات اللبنانية" وحملات التجنّي التي سيقت ضدها من بعض المسؤولين في "تيار المستقبل".
ويلفت الى "ان الامور بقيت عند اتصال المعايدة الذي اجراه الرئيس الحريري بـ"الحكيم" والذي لم يتعد اطار شكليات المناسبة، ونحن ما زلنا ننتظر الايضاحات لنقطة انطلاق في المسار الجديد للعلاقة".
ويقول "الاولوية بالنسبة لنا ان يُعطينا "التيار" ايضاحات حول حملات التجنّي ضدّنا والتي تم تسريبها على لسان بعض المسؤولين والتي كانت في غير محلها. النيّة موجودة لدى الطرفين في عودة الامور الى مجاريها الطبيعية بين حليفين استراتيجيين".
ويُذكّر كرم "بسلسلة محطات واستحقاقات كنّا فيها كـ"قوات لبنانية" الى جانب حليفنا "تيار المستقبل" عندما كان يتعرّض لحصار سياسي و"تشويه" لصورته، وذلك انطلاقاً من مبدأ ان ما يجمعنا من مبادئ سيادية ووطنية اكبر واعمق من تفاصيل صغيرة".
على ضفة "اوعا خيّك" لا يبدو ان الامور تسير نحو الافضل عشية الذكرى الثانية لاتفاق معراب الذي كان المُساهم الاكبر في وصول رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون الى سدّة رئاسة الجمهورية، ذلك ان التفاهم بين "القوات" و"التيار" تعرّض لضربات سياسية عدة نتيجة ملفات حكومية كان ابرزها ملف البواخر و"تلفزيون لبنان" واخيراً "عدم تناغم" المواقف بين الرئيس عون وجعجع من ازمة استقالة الحريري.
ويعزو كرم ما وصفه بـ"الالتباس الكبير" في العلاقة الى "مواقف رئيس "التيار" وزير الخارجية جبران باسيل ضد "القوات" ومحاولته عزلها وإظهارها بانها اخطأت مع العهد، علماً ان "القوات" اكثر فريق قريب من العهد ورئيس الجمهورية من مُنطلق محافظتها على ما تمّ التفاهم عليه من ثوابت مع "التيار".
ويُشير الى "اننا نضع مواقف باسيل ضد "القوات" في سياق "الاستعداد للانتخابات النيابية"، بحيث انه يضع شعار "التصويب على "القوات" لخوض الاستحقاق الانتخابي".
وعلى رغم "الالتباس" في العلاقة الا ان ما يجري لا يُطيح "اتفاق معراب" يؤكد كرم، ذلك ان ما انجزه التفاهم لا يُمكن الرجوع عنه"، الا انه يلفت في المقابل الى "اننا سنشهد منذ الان وحتى موعد الانتخابات الكثير من المواقف للاستهلاك الانتخابي التي بدأها باسيل، الا انه في لحظة معيّنة سيتنبّه الى ان مثل هذه المواقف لا تخدم لا العهد ولا "التيار" ولا "القوات".
ويشدد على اهمية "ان يتقبّل الجميع بأن "القوات" لن تتخلّى عن المفهوم السيادي الكامل للدولة وعن احترام القوانين والحفاظ على الشفافية في الملفات كافة، واي فريق "يتقبّل" هذه الشروط سيكون حليفنا، واذا "انزعج" منها فستكون مشكلته معنا".
وخلافاً للاجواء المُلبّدة "بالغيوم السياسية" بين "سيبة" العهد "القوات" من جهة و"المستقبل"-"الوطني الحرّ" من جهة ثانية، يبدو ان المناخ المسيطر على خط معراب-الصيفي يتّجه الى التحسّن التدريجي بعدما "جنح" نحو البرودة على خلفية التسوية الرئاسية وافتراق الحليفين حكومياً.
ويذكّر كرم "بأننا و"الكتائب" إخوة في المنشأ والقضية والاستراتيجية"، ويوضح "ان التواصل قائم ومستمر ولم ينقطع يوماً حتى في "عزّ" اختلاف وجهات النظر حول قضايا عدة، واللقاءات بين مسؤولين ونواب من الطرفين تُعقد بين الحين والاخر"، ويلفت الى "ان لا جديد حتى الان اكثر من هذه اللقاءات، ولا لقاء قريباً في الافق يجمع جعجع برئيس "الكتائب" النائب سامي الجميل".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك