خمسة أسطر عن النأي بالنفس شكلت الصيغة المنقذة للحكومة، والتي على أساسها عاد رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته.
في مستهل الجلسة الاستثنائية التي عقدت بعد انقطاع دام شهرا، قدم رئيس الجمهورية ميشال عون شرحا مفصلا عن الاتصالات الداخلية والخارجية التي قام بها لتأمين عودة رئيس الحكومة الذي كان محتجزا في السعودية كما قال الرئيس عون.
لم يعلّق الرئيس الحريري على عبارة احتجازه في السعودية ولم يأت في كلامه على ذكر استقالته وما رافقها من ملابسات، لكنه شدد على أن الجميع رفض السير وراء شعارات تستهدف جر الفوضى الى لبنان، ودعا الى اعلان قرار النأي بالنفس قولا وفعلا والاقتناع بأن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج له انعكاسات خطيرة على أوضاعنا وعلى مصالحنا. أنهى الحريري كلامه وطلب توزيع نص التسوية الجديدة، إفساحا في المجال للنقاش.فكانت مداخلات سريعة لبعض الوزراء اتسمت جميعها بالايجابية وأيدت الصيغة ومن بينهم وزراء القوات اللبنانية الذين تحدث باسمهم الوزير ملحم رياشي فتمنى أن تكون بداية لوضع قاعدة للتفاهم والنأي الحقيقي بالنفس، فيما أكد الوزير محمد فنيش أن الاولوية تبقى للاستقرار مجددا الالتزام بالبيان الوزراي. وحدهما الوزيران مروان حمادة وميشال فرعون خرقا المسار العام للجلسة و تحدثا عن السلاح، حمادة الذي أكد أن مداخلته تعبر عن شخصه وليس عن الحزب الاشتراكي سأل أين نحن من بناء الدولة القوية ولماذا لا نطرح بيننا موضوع السلاح وسبل استيعابه. أما فرعون فدعا الى العودة الى الحوار للبحث بالاستراتيجية الدفاعية.
قرأ الرئيس سعد الحريري بيانا وصفه بالقرار الصادر بالاجماع عن مجلس الوزراء واللافت أن عبارة قولا وفعلا جاءت في النص المتحدث عن البيان الوزراي وليس ضمن الفقرة الخاصة بالنأي بالنفس، وغاب عن القرار ما يتعلق بوقف التعرض الاعلامي للدول الشقيقة على الرغم من شارة الرئيس الحريري الى الموضوع في كلامه في مستهل الجلسة.
شكر الوزراء رئيس الحكومة على عودته عن الاستقالة، وغادر الحريري قصر بعبدا مبتسما للصفحة الجديدة التي فتحت امام حكومة استعادة الثقة رغم المرحلة الاختبارية التي ستخضع لها نوايا موقعي التسوية الجديدة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك