فيما ترى مصادر وزارية لـ"الحياة" أنه يفترض ترقب تأثير اتصالات الرئيسين عون والحريري لإعادة النازحين السوريين على المؤتمر الدولي الذي وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الحكومة بتنظيمه مطلع العام المقبل، قالت مصادر الرئاسة اللبنانية أن عون ينتظر الأجوبة على الرسائل التي بعث بها إلى رؤساء الدول المعنية التي التقى بسفرائها في 16 الجاري، لكنه سيطرح المساعدة العربية والدولية في إعادة النازحين في زيارتين مقبلتين إلى الكويت في 5 تشرين الثاني ثم إلى إيطاليا في 22 منه.
وهو أثار الأمر أول من أمس مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أليستر برت الذي كرر ربط العودة بالحل السياسي فأجابه الرئيس عون: "المهم أن يأتي الحل على أيامنا ونكون ما زلنا أحياء"، في إشارة منه إلى أن عبء النازحين على لبنان لا يمكنه انتظار الحل النهائي للأزمة السورية.
وتقول مصادر رئاسية لـ"الحياة" إن عون طلب إلى المسؤول البريطاني والسفراء الذين التقاهم أن يعملوا على إعادة النازحين إلى المناطق التي يمكنهم العودة إليها والتي جرى تطهيرها من الإرهابيين و"داعش" كما ظهر ذلك على شاشات التلفزة، وهو لم يطلب أن يعود من هم مطلوبون للنظام السوري. ونقلت المصادر بعض التفاصيل والإحصاءات التي ضمنها عون رسائله إلى رؤساء الدول، مشيرة إلى أن هناك 100 إلى 170 ألف نازح سوري ينتقلون بين لبنان وسوريا ويمضون وقتاً في سوريا ثم يعودون إلى لبنان، ويبقي معظمهم على عائلاتهم في لبنان. وطالما يمكنهم المكوث هناك مدة من الوقت قبل العودة فمعنى ذلك إمكانية عيشهم في بلدهم، خصوصاً في المناطق التي جرت فيها مصالحات شملت مقاتلين وعائلاتهم وخضعت لوقف النار، وهذا ظهر على شاشات التلفزة.
وقالت المصادر إن فئة النازحين المصنفة بالنازحين الاقتصاديين تبلغ وفق الإحصائيات زهاء 62 في المئة من مجمل النازحين، وهؤلاء يعملون في لبنان في شتى المهن، ما أدى إلى ارتفاع البطالة وسط اللبنانيين بنسبة 35 في المئة، وتتقاضى عائلاتهم المساعدات من الأمم المتحدة، لماذا لا يجري نقلهم إلى المناطق التي نجح فيها وقف النار والمصالحات؟ وذكرت المصادر رداً على حجة عدد من السفراء الغربيين بأنهم يخشون على أمن النازحين إذا عادوا من ممارسات النظام، أن بين النازحين من قدموا من مناطق اللاذقية وطرطوس في الساحل السوري، حيث الهدوء يسود منذ بداية الأزمة السورية ويمكن لبعض هؤلاء العودة.
ورداً على سؤال عما إذا كان الرئيس عون طرح آلية للعودة في الرسائل التي بعث بها إلى رؤساء الدول أو خلال مداولاته مع سفرائها قالت المصادر أنه لم يقترح آلية وأن هذا الأمر يجري بحثه بعد الحصول على أجوبة الدول المعنية على هذه الرسائل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك