تعترف روسيا بنفوذ لإيران وتركيا و «مصالح أمنية» لإسرائيل ولا تعترف أميركا إلا بدور للكرملين يعفيها من إدارة ملفات كمصير سورية. لا تعطي واشنطن أي أولوية في المنطقة تتعارض مع «ضمان أمن إسرائيل وتفوّقها».
الترجمة الفعلية لأولويات الروس هي رعاية تقاسم النفوذ الإقليمي في سورية، إلى أن تصبح موسكو قادرة على منع طهران من التمدُّد في أنحاء البلد المنكوب. الترجمة الإجرائية لأولويات إدارة دونالد ترامب، بعد هزائم تنظيم «داعش» الإرهابي، يريدها الرئيس الأميركي صفعة لـ «وكلاء» إيران الإقليميين الذين تحرّكهم لتمديد حروبها بالوكالة. وإذ يحاول ترامب سحب الثقة بالاتفاق «النووي»، يوجّه رسالة إلى المرشد علي خامنئي فحواها أن ليس بإمكانه استخدام الاتفاق ورقة ضغط للمساومة على تثبيت النفوذ الإقليمي... من البحر إلى البحر، من الخليج إلى المتوسط.
ومَنْ يستذكر مفاوضات ربع الساعة الأخير بين طهران والدول الست الكبرى، يدرك أن الوفد الإيراني سرّب مرات موقفاً رافضاً حواراً حول الملفات الإقليمية، مستبعداً مقايضة بين «النووي» والنفوذ المتمدد لـ «الجمهورية الإسلامية»، من اليمن والعراق إلى سورية ولبنان.
الرئيس «المعتدل» حسن روحاني الذي أثبت أن كل رموز النخبة الحاكمة في إيران هم من الصقور، لجأ إلى المزايدة على المرشد و «الحرس الثوري»، في الربط بين قرار طهران وطموحاتها ومصائر شعوب من الخليج إلى العراق وسورية ولبنان وشمال أفريقيا. الرئيس الذي بات الإنجاز الوحيد لعهده، الاتفاق النووي، مهدَّداً بـ «فيتو» أميركي، استبق مصادقة مجلس النواب الأميركي على عقوبات مشددة لعرقلة برنامج صاروخي يسمّونه رادعاً في طهران، بتصعيد يصرّ على تثبيت نفوذ واسع في الإقليم، لا يقبل بالتفاوض عليه.
هي مرحلة جديدة منذ أعلن ترامب استراتيجيته لمواجهة «نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار». والحال أن المواجهة مع «الراعي الأكبر للإرهاب» كما يصنّفه الأميركي، ولو كان ميدانها إقليمياً بعيداً من الولايات المتحدة، يُستبعد أن تؤدي إلى حرب بين الجانبين، فيما ترجح كفة معارك «صغيرة» ولو بالوكالة. هذا ما تتوقّعه الإدارة الأميركية، وما تحبّذه طهران على طريقة تجريب ما هو مجرَّب.
الترجمة الفعلية لأولويات الروس هي رعاية تقاسم النفوذ الإقليمي في سورية، إلى أن تصبح موسكو قادرة على منع طهران من التمدُّد في أنحاء البلد المنكوب. الترجمة الإجرائية لأولويات إدارة دونالد ترامب، بعد هزائم تنظيم «داعش» الإرهابي، يريدها الرئيس الأميركي صفعة لـ «وكلاء» إيران الإقليميين الذين تحرّكهم لتمديد حروبها بالوكالة. وإذ يحاول ترامب سحب الثقة بالاتفاق «النووي»، يوجّه رسالة إلى المرشد علي خامنئي فحواها أن ليس بإمكانه استخدام الاتفاق ورقة ضغط للمساومة على تثبيت النفوذ الإقليمي... من البحر إلى البحر، من الخليج إلى المتوسط.
ومَنْ يستذكر مفاوضات ربع الساعة الأخير بين طهران والدول الست الكبرى، يدرك أن الوفد الإيراني سرّب مرات موقفاً رافضاً حواراً حول الملفات الإقليمية، مستبعداً مقايضة بين «النووي» والنفوذ المتمدد لـ «الجمهورية الإسلامية»، من اليمن والعراق إلى سورية ولبنان.
الرئيس «المعتدل» حسن روحاني الذي أثبت أن كل رموز النخبة الحاكمة في إيران هم من الصقور، لجأ إلى المزايدة على المرشد و «الحرس الثوري»، في الربط بين قرار طهران وطموحاتها ومصائر شعوب من الخليج إلى العراق وسورية ولبنان وشمال أفريقيا. الرئيس الذي بات الإنجاز الوحيد لعهده، الاتفاق النووي، مهدَّداً بـ «فيتو» أميركي، استبق مصادقة مجلس النواب الأميركي على عقوبات مشددة لعرقلة برنامج صاروخي يسمّونه رادعاً في طهران، بتصعيد يصرّ على تثبيت نفوذ واسع في الإقليم، لا يقبل بالتفاوض عليه.
هي مرحلة جديدة منذ أعلن ترامب استراتيجيته لمواجهة «نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار». والحال أن المواجهة مع «الراعي الأكبر للإرهاب» كما يصنّفه الأميركي، ولو كان ميدانها إقليمياً بعيداً من الولايات المتحدة، يُستبعد أن تؤدي إلى حرب بين الجانبين، فيما ترجح كفة معارك «صغيرة» ولو بالوكالة. هذا ما تتوقّعه الإدارة الأميركية، وما تحبّذه طهران على طريقة تجريب ما هو مجرَّب.
لن يتنازل المرشد عن «الأسنان» الباليستية ولا عن «الردع» الصاروخي. لن يقدّم رفع الغطاء عن الحوثيين في اليمن و «الحشد الشعبي» العراقي والميليشيات الإيرانية والأفغانية في سورية، هدية إلى الرئيس الذي وصفه بـ «الأبله». هي مرحلة مواجهة وعض أصابع، لا ترى فيها طهران ضرورة لتبديل ظروف وصايتها وهيمنتها على دول عربية ما زالت تعاني التفسُّخ منذ باشر «الحرس الثوري» استنساخ «ثورته» فيها.
وإن كان لبنان نموذجاً ذا خصوصية، فالعقوبات الأميركية الجديدة كفيلة بتضييق الخناق على ما بقي من اقتصاد البلد، أكثر مما تزعج «حزب الله» وتربك مصادر دعمه. لعض الأصابع أثمان، قد تحصيها إيران التي عوّدت العرب على الأهداف الكبرى، وعوّدت بعضهم على إدمان الحروب العبثية.
هل إيران مستعدّة لحرب مع الأميركيين في مياه الخليج؟ وهل «حزب الله» جاهز لحرب تشنّها إسرائيل على لبنان وغزة، وانطلاقاً من خطوط فض الاشتباك في الجولان؟ الأكيد أن عقوبات ترامب المشدّدة تغري طهران بردّ، على رغم تحوّلها من خندق الهجوم الذي بادر إليه الرئيس الأميركي، إلى متاريس «الدفاع». فإيران في ساحات النفوذ ليست في أفضل أحوالها: لا الحوثيون حققوا أطماع السيطرة، ولا النظام السوري قادر على الصمود من دون القبضة الروسية، ولا «حزب الله» في موقع المستكين إلى ما تحقق من تدخّله في حرب إنقاذ نظام بشار الأسد. حتى بغداد، ترتاب طهران في فتح النوافذ والأبواب العربية أمامها، بما يقلّص حال الارتهان العراقي إلى وصايا «المستشار» قاسم سليماني.
وأما لبنان فالأكيد أنه على رغم ما يسمّيه «حزب الله» انتصارات على الأراضي السورية، بات أضعف بكثير من تحمّل تداعيات أي حرب تشنّها إسرائيل لنزع «الأسنان» الصاروخية للحزب.
معركة معاقبة إيران والحزب قد تكون طويلة، ومريرة. لدى الأميركيين يندحر «داعش» فلتبدأ جولات مع «رعاة الإرهاب». ترامب أيضاً يفضّل نهج الصقور... إذا اختار ميدان المواجهة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك