في 14 أيلول 1982، اغتيل الرئيس المنتخب بشير الجميل، بعد ثلاثة أسابيع على وصوله إلى سدة الرئاسة الأولى على يد حبيب الشرتوني المنتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. وغدا، وبعد 35 سنة من الانتظار المضني لم تخلُ من المماطلة المطبوعة بالمناكفات والمماحكات السياسية، ينتهي الفصل القضائي من معركة كشف الحقيقة ووضع النقاط على حروف المسؤوليات في واحدة من أكبر الجرائم التي سجلت في تاريخ لبنان الحديث، والتي وضعت حدا لما اعتبر "حلم بشير بلبنان الـ10452 كيلومتراً مربعا". ذلك أن المجلس العدلي يلتئم غدا لإصدار الحكم النهائي في هذا الملف. غير أن الأيام الأخيرة من رحلة العدالة هذه لم تخل من الاستفزازات "القومية" في اتجاه عائلة الشهيد ومعه حزبا الكتائب والقوات، لا سيما في الأشرفية، كما في الاطلالة الإعلامية لحبيب الشرتوني، في قفز واضح ونافر فوق الأصول القانونية، اكتفى الكتائب حتى الساعة بتحرك طلابي، في انتظار مهرجان شعبي يقام غدا بعد جلسة المجلس العدلي.
وفي السياق، أكدت مصادر مقربة من مؤسسة بشير الجميل لـ"المركزية" "أننا في انتظار حكم المجلس العدلي. فخلال 35 سنة من الانتظار، منع الوجود السوري المجلس العدلي من الالتئام والنظر في الملف، علما أن حبيب الشرتوني اعترف أنه تواجد في سوريا، وأنه كان أيضا في ضهور الشوير، بحماية الحزب القومي.
وفي ما يخص الحكم المنتظر، لفتت المصادر إلى أن "اتجاه الحكم معروف ، بما أن المتهم هارب من العدالة، على رغم إبلاغه مرتين"، لافتة إلى أن "المحكمة لم تأخذ الكلام عن وفاة نبيل العلم (المحرض على ارتكاب الجريمة)، على محمل الجد لأنها لا تملك أي دليل حسي، لا من الأمن العام ولا من سجلات النفوس إلى وفاته، مع الاشارة إلى أن العلم كان مسؤولا أمنيا في صفوف القومي".
وفي ما يتعلق بالاحتمالات الفعلية والواقعية لتنفيد حكم الاعدام في حق الشرتوني، لا سيما في ظل الحسابات السياسية والطائفية التي تحكم هذا الحكم وآليات تنفيذه في لبنان، تكتفي المصادر بالاشارة إلى أن "الحزب القومي يدعي أنه ليس طائفيا وينادي بالعلمانية، ما يعني أن الشرتوني المنتسب إليه، لا ينتمي إلى أي طائفة. ونحن لا نتحدث عن جريمة عادية، بل اعتداء على الأمن القومي، وإلا لما أحيل الملف إلى المجلس العدلي، خصوصا أن الجريمة التي أودت بحياة بشير و23 آخرين، بانفجار وقع في بيت الكتائب لم تستهدف شخصاً عاديا، بل رئيس جمهورية حمل حلما للبنان".
وغداة الكلام عن أن الأجهزة الأمنية والكاميرات في الأشرفية رصدت الشخص الذي وضع لافتات هددت العائلة والكتائب، اكتفى الكتائبيون بتحرك طلابي في جامعة القديس يوسف، كما بتعليق الأعلام الحزبية في الأشرفية. وفي هذا الاطار، توضح المصادر "أننا لم نقم بأي تحرك قبل صدور الحكم، علما أن الاستفزاز الذي رأيناه في شوارع الأشرفية كما في إحدى وسائل الاعلام، لا يطال حزب الكتائب وحده بل أيضا الدولة اللبنانية والشعب اللبناني وقضاءه".
وفي ما يخص احتفال الغد الذي سيقام في موقع استشهاد البشير والذي سيواكب بتغطية اعلامية مرئية ومسموعة، لفتت إلى أن "مؤسسة بشير الجميل دعت إلى الاحتفال، الذي سيشارك فيه رفاق الرئيس الشهيد في الكتائب والقوات وحراس الأرز والتنظيم، وأهالي الأشرفية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك