إلى جانب قانون الضرائب الذي صوت عليه ممثلو الأمة بالمناداة لتمويل سلسلة الرتب والرواتب التي طال انتظارها، كان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أحد أبرز نجوم الجلسة النيابية الأخيرة، حيث علا صوته مرارا احتجاجا على المسّ بجيوب المواطنين والاجهاز على قدرتهم الشرائية، عن طريق الضرائب الجديدة. غير أن تعليقات نائب المتن أغضبت رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي لم يتوان عن اعتبار معارضي الضرائب "عديمي المسؤولية"، تحت ناظري الجميل، في موقف عنيف اعتبر مسمارا جديدا دقه الحريري في نعش العلاقة المتوترة مع الكتائب، والتي كان انسحاب الرئيس الحريري خلال كلام الجميل في الجلسات النيابية السابقة أبلغ الدلائل إلى دقتها وتوترها.
غير أن الصيفي تبدو مرتاحة إلى تموضعها الراهن في خانة المعارضة، وإن كان ذلك سيضعها في خانة الاستهداف. وإذ تفضل مصادر الكتائب عدم الرد على كلام رئيس الحكومة، فإنها تؤكد لـ"المركزية" "أننا في المعارضة والرئيس الحريري في السلطة. وقمة المسؤولية أن يتحمل الانسان مسؤوليته كمعارض".
غير أن المصادر لا تفوّت فرصة الرد على مطالبي الجميل وفريقه بطرح بدائل من الضرائب التي عارضتها، فتشير إلى "أننا في المعارضة، وليس لنا أن نقدم البدائل. وإن كانوا مصرين على ذلك، عليهم أن يتخلوا عن مقاعدهم ويفسحوا المجال لتمسك المعارضة زمام الحكم. في تموضعنا الراهن، ينبغي أن نقول بالفم الملآن إن السلة الضرائبية التي فرضتها السلطة تؤذي الناس بدليل الارتفاع الناري الذي تسجله الأسعار. تبعا لذلك، نحن نعتبر أن الحديث عن المسؤولية من الآن وصاعدا، تبرزه فواتير السوبرماركت".
وأبعد من التشنج على خط السراي- الصيفي، والذي أكده المشهد النيابي الاثنين الفائت، تفضل المصادرالتركيز على "البعد الدبلوماسي" الذي يعطى للمعارضة، التي يبدو "الكتائب" في واجهتها، فتلفت إلى أن "منذ أسبوع، يشهد البيت الكتائبي المركزي في الصيفي حجا دبلوماسيا، بعدما زاره السفراء الروسي ألكسندر زاسبيكين، والألماني مارتن هيوث، والمصري نزيه نجاري"، معتبرة أن "من الطبيعي أن يثير هذا الأمر جنون القوى الحاضرة في الحكم والحكومة. ذلك أن بعدما كان الهدف إزاحة رئيس الكتائب، من المعادلة السياسية الداخلية، ثبّت الجميل نفسه معارِضا جيدا ومتمكنا، وبات يمثل المعارضة النيابية. وعلى هذا الأساس، يتوالى توافد السفراء إلى الصيفي، لمعرفة وجهة النظر الأخرى في البلد، وفي هذا السياق، تأتي أيضا الدعوات التي تلقاها إلى السعودية وروسيا، وسواهما من الدول العربية والغربية التي سيزورها في المرحلة المقبلة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك