في 20 تموز الماضي وافق مجلس الوزراء على التشكيلات الديبلوماسية التي رفعها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وعملاً بالأعراف، يصار الى الاعلان عنها في بيانات تصدر تباعاً عن وزارة الخارجية، بعد موافقة الدول على اسماء السفراء الذين رشحهم لبنان خلال مدة ثلاثة اشهر من التبليغ، فإذا لم تحصل، تعتبر الدولة غير موافقة على السفير المطلوب اعتماده لديها ليصار آنذاك الى اختيار آخر.
مدة الثلاثة اشهر يفترض ان تنتهي في 20 الجاري، اذا كانت التبليغات تمت فور اقرار التشكيلات، اي بعد خمسة عشر يوما، ما يعني ان من لم يُدمغ الاقتراح الدبلوماسي اللبناني بموافقته غير راض عليه، وهي حتى الساعة حال دولة الفاتيكان التي اشارت المعلومات الى انها غير راضية على تعيين السفير جوني ابراهيم كونه كان ينتمي الى الماسونية وهو ما لا يمكن ان تقبل به وتفضل السفيرة هلا كيروز التي شغلت منصب قائم بالاعمال في الفاتيكان حيث نسجت شبكة علاقات واسعة في دوائر الكرسي الرسولي.
الا ان اوساطا دبلوماسية عليمة افادت "المركزية" ان السفيرة كيروز التحقت بمركز عملها الجديد في اسبانيا حيث ترأس بعثة لبنان الدبلوماسية، وانجزت كل الاجراءات بعدما وافقت مدريد على تعيينها سفيرة لديها واستقرت وعائلتها هناك، بحيث لم يعد لائقا ولا جائزا نقلها الى بلد آخر ما يجعل "الامنية الفاتيكانية" غير قابلة للتحقيق راهنا، ويوجب على وزارة الخارجية البحث عن اسم سفير بديل يحظى بـ" بركة" الكرسي الرسولي، سيكون حكما من خارج الملاك بعدما تم تشكيل جميع السفراء وبات صعبا احداث تبديل في مواقعهم اثر قبول الحكومات اعتمادهم.
وما ينطبق على سفير لبنان في الفاتيكان يبدو ينسحب على سفير الفاتيكان في بيروت المؤجل تعيينه منذ اشهر عدة، وقد تم نقل السفير غبريال كاتشيا الى الفليبين، وهي وفق الاوساط مركز مهم وحساس كونها الدولة الكاثوليكية الوحيدة في المحيط، من دون اعلان اسم الخلف الذي ترددت معلومات انه قد يكون من الجنسية الفرنسية فيما رجحت الاوساط ان يتم تعيين السفير البابوي في الاوروغوي نيكولا تيفينان (Nicolas Tevenin)، لافتة الى ان الدوائر الفاتيكانية فوجئت بنشر اسم السفير اللبناني في الفاتيكان قبل موافقتها على اعتماده. وكان السفير كاتشيا اقام حفل استقبال وداعيا في دار السفارة في حريصا مساء امس حضره البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وحشد من المسؤولين وكانت كلمة للبطريرك ولجنبلاط وللسفيرالبابوي الذي وصف لبنان بالباخرة العائمة على المياه، داعيا اللبنانيين الى حمايتها ومنعها من الغرق وعدم تجاوز الخطوط الحمر او التشاؤم انما العمل بايجابية وتفاؤل مع الاعتراف بالتنوع من ضمن الوحدة، فلبنان بلد العيش المشترك ونموذج التعايش والحوار بين الاديان والثقافات.
وتؤكد الاوساط الدبلوماسية ان أحدا من الدبلوماسيين من خارج الملاك المفترض ان يتقدموا باستقالاتهم مع انتخاب رئيس جمهورية جديد، لم تقبل استقالته بل بقوا في الدول المعتمدين فيها، باستثناء سفير لبنان لدى الاونيسكو خليل كرم الذي تم الحاقه بالادارة المركزية في بيروت، حيث يفترض وفق المرسوم ان يلتحق في شباط المقبل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك