بعد 3 سنوات ونيّف على التئامه في نسخته الاولى في 17 حزيران 2014، يبدو ان بوادر عقد الجولة الثانية من "مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني"، بدأت تلوح في الأفق. فغداة الانجازات التي سطّرتها المؤسسة العسكرية في "فجر الجرود"، وأمام نجاحاتها التي لا تُحصى في مجال مكافحة الارهاب وتفكيك خلاياه على الحدود وفي الداخل على مر السنوات الماضية، قررت عواصم القرار الدولي - التي لا تنفك تؤكد ثقتها بالجيش اللبناني وبقدراته وتنادي في كل مناسبة بضرورة ان يكون الحامل الوحيد للسلاح في الداخل والمدافع الشرعي الوحيد عن لبنان-مواصلةَ لا بل تكثيف وتيرة إحاطتها بالمؤسسة العسكرية ماديا ولوجستيا ومعنويا.
وفي هذه الخانة، تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية" إن فرنسا، التي أعلن رئيسها ايمانويل ماكرون خلال استقباله رئيس الحكومة سعد الحريري في الاليزيه مطلع أيلول الماضي، عن عزمها العمل لمؤتمر دعم دولي يُعقد في ايطاليا العام المقبل لمساعدة الجيش اللبناني، بدأت بالفعل تعدّ العدّة لعقده، وقد باشرت اتصالاتها الدبلوماسية على الساحة الدولية للتحضير له حيث يرجّح أن تشارك فيه الدول المنضوية تحت لواء "مجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان". المصادر تشير الى ان قائد الجيش العماد جوزيف عون العائد من الاردن حيث أبلغه الملك عبدالله الثاني "دعمه المطلق للجيش على مختلف الصعد"، يستعدّ للتوجه الى الولايات المتحدة في أواخر تشرين الاول الجاري، في زيارة هي الثانية له منذ تسلّمه قيادة المؤسسة العسكرية، ستشكّل بحسب المصادر، مناسبة يبحث فيها في تحضيرات واشنطن للمشاركة في مؤتمر روما 2 وفي حجم وشكل الدعم الذي يمكن أن تقدّمه للجيش خلاله.
الا ان المساعدات والهبات العسكرية الاميركية غير المنقطعة التي تقدمها الولايات المتحدة للجيش ستكون أيضا مدار بحث، حيث ستتم، خلال المباحثات اللبنانية - الاميركية المرتقبة، إعادة النظر في ما تتضمّنه جداولها، لتستجيب لحاجات المؤسسة العسكرية الراهنة لا سيما في أعقاب معركة "الجرود". وليس بعيدا، تلفت المصادر الى ان طائرات "سوبر توكانو" التي قرر الاميركيون تزويد الجيش اللبناني بها، يُفترض ان تنضمّ الى ترسانة المؤسسة العسكرية هذا الشهر.
في الموازاة، تُبدي القوى الدولية حرصا كبيرا على ضبط الوضع على الحدود الشرقية بعد تحريرها من قبضة المنظمات الارهابية. وللغاية، تضيف المصادر، استأنفت بريطانيا ومعها ألمانيا أيضا، مساعداتهما للجيش اللبناني لبسط سيطرته على هذه البقعة الحدودية بإحكام، حيث تستكمل لندن في شكل خاص، دعمها المؤسسة العسكرية في عملية بناء ابراج المراقبة على طول الحدود لاقفالها ومنع أي تسلل عبرها. غير ان الاهتمام الخارجي بضبط هذه المنطقة لا يتجلى فقط بالأبراج، بل في مشاركة جهات دولية عديدة في عمليات رصد ومراقبة عبر الاقمار الاصطناعية، للمستجدات على الارض، وهي تتطلع الى تضييق الطوق حول تحركات المسلحين فيها، أكانوا من التنظيمات الإرهابية أو من "حزب الله". أما قيادة الجيش، فتنكب على رفع عديد الافواج البرية (حرس حدود) للانتشار على طول السلسلة الشرقية وضبطها.
وتتوقع المصادر أن يصار، بعد رفض أكثر من طرف لبناني لمسألة توسيع مهام "اليونيفيل" لتنتشر على الحدود مع سوريا أيضا، الى مطالبة دمشق، لبنانيا ودوليا، بإيلاء الاهتمام لمسألة ضبط حدودها مع لبنان عبر "الهجّانة" وعدم إبقائها سائبة ينفذ منها الارهابيون الى لبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك