هي "موضة" العصر التي باتت غير قابلة للزوال، ترافقنا أينما ذهبنا وتقتحم لائحة أطباقنا المتنوّعة "بطلب منّا"، بدءاً بـ "التبّولة" و"الحمّص" وصولاً الى "السوشي"و"البيتزا". هي الثابت الوحيد والطلب الاوّل، في أيّ مقهى كنّا...
هي ليست مجرد إدمان، بل "طقس" اجتماعي يمارسه من ينتمي إلى عالم لا يفقه لغته سوى مدخّني النراجيل. والدليل هو أن السؤال الذييواجَه به الأشخاص بعد التعارف يكون: "هل تدخّن النرجيلة؟". فإذا كانوا من مدخنيها، فهذا يعني أن قاسماً مشتركاً أساسياً يجمعهم.
وعلى رغم أخطارها وتأثيرها السّلبي في صحّة الرجال والنساء وحديثاً المراهقين والجيل الصاعد بأكمله، لا ينفك هؤلاء يدخنونها مع أنهم يعلمون حجم الأضرار الصحيّة الناجمة عنها لكنهم يعتبرونها "فشة خلق" وتمضية وقت وتسلية.
مع تطوّر هذه الآفة وازديادها بشكل ملحوظ، لا بدّ لنا أن نستذكر قانون منع التدخين في الأماكن العامة في لبنان، الذي كغيره من القوانين الملحّة بقيَ حبراً على ورق، بحيث لم يطبق الا لفترة قصيرة جداً. طبعاً، فالنرجيلة والسيجارة من أولويات اللبناني ولا يمكن ان يتخلى عنهما. أما السيّاسيون فهم غالباً ما يغضّون النظر عن هذه القضية، التي باتت تحتاج الى إعلان "حال طوارئ" في المقاهي لكثرة انتشارها وفتكها بالجيل الصّاعد.
للإضاءة على الموضوع، تجزم نائب رئيس جمعيّة "حياة حرّة بلا تدخين" رانيا بارود، بـ "أن وزيرَي السياحة الحالي والسابق رفضا تطبيق قانون منع التدخين في الاماكن المغلقة ولم نجد تبريراً لموقفهما هذا ونضع علامات استفهام كثيرة حول الموضوع، مع الإشارة الى ان كتلة نواب الارمن صوّتت على هذا القانون وكانت مع تطبيقه بشكل ملحّ.
ولفتت بارود الى الحملة الإعلانيّة التي أطلقتها جمعيّة "حياة حرّة بلا تدخين" أخيراً، برعاية وزير الصّحة الحالي غسان حاصباني، وهدفها إلقاء الضّوء على الاثار السلبيّة لآفة "النّرجيلة" المُنتشرة بشكل كبير في لبنان، بين مختلف الفئات العمريّة والتي باتت تهدّد الجيل الصاعد بأكمله. لكن حتّى الساعة لم نرً أي تطبيق على الأرض من جانب أحد.
وختمت بارود "أملنا حالياً في رئيس الجمهوريّة ميشال عون الذي يولي الموضوع اهتماماً خاصّاً، وقد لمسنا منه تجاوباً ملموساً. وننتظر خطوة منه لإعادة تطبيق قانون منع التدخين في الماكن المغلقة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك