هل يُمكن لمرضٍ غير معديّ أن يُصيب الجميع؟ نعم هذا ممكنٌ، فالمرض الذي نُشير إليه في هذا المقال بات آفة العصر، وهو يختار ضحاياه من مختلف الاعمار!
أوجاعٌ في الرأس وفي مناطق مختلفة من الجسم، قلّة النّشاط والتّركيز، تشنّجٌ في العضلات، دقّات قلب سريعة من دون جُهدٍ جسدي، أرقٌ، شعورٌ بنوباتٍ من البرد، غيابُ الشّعور بالحاجة الى ممارسة الجنس، تغيّرٌ مفاجئ في المزاج، شعور بقلّة ثقة بالنّفس وبحزنٍ دائمٍ، تجنّبٌ للاخرين، رجفةٌ في اليدين، صعوبةٌ في بلع الطّعام، بالاضافة الى شعورٍ بالغثيان، تشاؤمٌ وخوفٌ باستمرار...
كلّ هذه الاعراض سببها مرضٌ واحدٌ وهو ما يُعرف بـStress أو الضّغط النفسي الذي يُمكن أن يفعل ما لا تتصوّره في جسمك وفي ذهنك ونفسيّتك! الـStress يُلاحق اللّبنانيّين باستمرارٍ حتى بات الجواب السّريع على الاسئلة اليوميّة التي يُمكن أن تسألها لشخصٍ تعرفه: كيف الحال؟ كيف العمل؟ كيف الوضع؟ كيف تشعر؟
في الواقع، تتعدّد المسبّبات في بلدنا والنتيجة واحدة، مواطنون يُعانون من إحباط نفسي كبير ينعكس على وجوههم، وعلى يوميّاتهم. الكلّ يعاني من الضّغط إن بسبب العمل، أو بسبب الوضع الاقتصادي، أو الوضع الاجتماعي، أو حتّى السياسي، وباتت عيادات الاخصّاء والاطبّاء النّفسيّين تعجّ بـ"المرضى" اللّذين تخطّوا عائق الخجل والعيب والمعتقد القديم أن من يزور طبيباً نفسيّاً هو شخصٌ "مجنون"، وقرّروا الانتقال من مرحلة المعاناة الى مرحلة العلاج.
وتتعدّد أنواع وأشكال العلاجات للضّغط النفسي الذي قد يتحوّل الى إكتئآبٍ مزمنٍ، ففي حين يكون بعضها سهلاً وبسيطاً كممارسة الرياضة وبعض الهوايات المحبّبة، أو الانفتاح على الاخرين عبر الكلام والافصاح عن الشعور والاسباب الكامنة وراء الحزن والازعاج، تكون العلاجات الاخرى أكثر جدّية وتتمثّل بوصف الطّبيب حبوباً معيّنة لمريضه تعالج هذا الـStrees "المتطوّر".
مجتمعٌ بدأ يتآكل بسبب هذه المرض، صغارٌ وكبارٌ يُعانون منه، والمحزن هو أنّ الكثير من الاشخاص لا يعرفون أنّ العلاج ممكنٌ عبر وسائل عديدة قد يكون بعضها سهلاً جدّاً. وتبقى 3 نصائح مهمّة ومختصرة تفيد كلّ من يعاني من الـStress وهي أن يُفكّر الانسان مليّاً بالامور الايجابيّة الموجودة في حياته، ويبتعد عن كلّ شخصٍ أو أمرٍ ما يزعجه وينعكس بصورة سلبيّة عليه، ويجعل نفسه أولويّة فوق كلّ شيء!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك