بدأ أهالي مدينة هيوستن وغيرها من مدن تكساس التي اجتاحتها عاصفة عنيفة بالعودة الى منازلهم الجمعة لتقييم الاضرار الناجمة عن الاعصار هارفي لكن المسؤولين حذروا من ان الخطر لم ينته بعد في بعض انحاء هذه الولاية المنكوبة.
وبعد اسبوع على وصول العاصفة من الدرجة الرابعة الى جنوب شرق تكساس، لا يزال رجال الانقاذ يمشطون المنطقة بالمروحيات والمراكب بحثا عن اشخاص محاصرين في منازلهم الغارقة.
وفيما تراجعت مياه الفيضانات في هيوستن، أكبر مدن الولاية، تبذل بلدات مثل بومونت التي انقطعت عنها مياه الشرب، وبورت آرثر جهودا مضنية للعودة الى الحياة الطبيعية.
ولدى عودة توباياس جيمس الى منزله في بورت آرثر، المدينة التي يتجاوز عدد سكانها 55 ألف نسمة والواقعة الى الشرق من هيوستن، كانت آثار العاصفة بانتظاره -- سيارتان أتت عليهما مياه الفيضانات في المرآب --.
وقال جيمس "لم أر شيئا كهذا في 37 سنة من حياتي". ويعمل جيمس في مصفاة لتكرير النفط والغاز، وتم انقاذه بالمروحية قبل يومين مع زوجته واولاده.
وتسببت العاصفة في مصرع 42 شخصا على الاقل حتى الان، وبخسائر قدرت كلفتها بعشرات مليارات الدولارات.
وفي انحاء بورت آرثر كان رجال الانقاذ لا يزالون يقومون بإجلاء المواطنين الذي حاولوا تحدي العاصفة والبقاء في منازلهم.
وقال جوناثان كولدويل وهو شرطي سابق يدير حاليا شركة نقل، انه انقذ مع بعض الاصدقاء الجمعة، نحو 12 شخصا في حي غارق بالمياه.
واضاف "حملنا الصغار على أكتافنا، وعبرنا المياه التي كانت تغمرنا حتى صدورنا هذا الصباح".
والرئيس دونالد ترامب الذي أعلن غدا الاحد "يوما وطنيا للصلاة" لضحايا الاعصار هارفي، توجه الى تكساس الثلاثاء. ومن المنتظر ان يعود الى الولاية السبت، ويتفقد ولاية لويزيانا المجاورة برفقة زوجته ميلانيا.
وكتب على تويتر "تكساس تتعافى بسرعة بفضل جميع الرجال والنساء العظماء الذي يبذلون قصارى جهودهم" واضاف "لكن لا يزال هناك الكثير من العمل". واضاف في وقت لاحق الجمعة "تم إحراز تقدم كبير جدا".
من ناحية اخرى اندلع حريق جديد مساء الجمعة في مصنع للمواد الكيميائية في كروسبي الواقعة الى شمال شرق هيوستن، وتصاعد دخان أسود كثيف في السماء.
وقال موظفة طلبت عدم الكشف عن اسمها ان الحريق كان متوقعا بعد ان قطعت العاصفة الكهرباء الضرورية لتبريد مواد كيمياوية سريعة الاشتعال، فيما حذر مسؤولو المصنع من خطر المزيد من الحرائق.
وكانت السلطات امرت المواطنين المقيمين ضمن مساحة 2،5 كيلومتر بإخلاء المنطقة وسط مخاوف من الدخان المتصاعد من مصنع البيروكسيدات العضوية المستخدمة في صناعة البلاستيك ومواد اخرى.
"نحتاج للموارد أمس"
قال رئيس البلدية سيلفستر تيرنر ان معظم انحاء هيوستن "جفت الان" لكنه حث المواطنين المقيمين قرب خزاني مياه عائمين في غرب المدينة، على مغادرة منازلهم لان الوضع سيبقى كذلك لاسبوعين.
ويشمل الاخلاء الطوعي ما بين 15 الف الى 20 ألف منزل. وقال المسؤولون ان معظم الاهالي غادروا، لكن البعض مصرون على البقاء مما يشكل ضغطا على رجال الانقاذ لتقديم الخدمات لهم بما يشمل تزويدهم بالماء.
وقال تيرنر ان أكبر الاحتياجات العاجلة هي تأمين مساكن للاشخاص الذي فقدوا منازلهم وازالة مخلفات الاعصار.
وأضاف مسؤول اميركي في واشنطن انه من المتوقع ان يطلب البيت الابيض من الكونغرس نحو 5،9 مليار دولار بشكل مساعدات عاجلة لتكساس ولويزيانا في اعقاب العاصفة.
ولفت تيرنر الى ان ما بين اربعين الى خمسين الف منزل في منطقة هيوستن تضررت، وشدد على الحاجة الماسة للمساعدات الفدرالية.
وقال تيرنر لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية "نحتاج للموارد الان" مضيفا "بل دعني أؤكد على ذلك، نحتاج للموارد أمس".
الايواء بغاية الاهمية
من جهته، أكد رئيس بلدية هيوستن ان تأمين المساكن للذين باتوا مشردين مسألة "بالغة الاهمية". وقال "لا يمكن للناس البقاء في مراكز ايواء الى الابد".
وقال حاكم ولاية تكساس غريغ ابوت ان اكثر من 42 ألف شخص أمضوا ليل الخميس الجمعة في 258 مركز ايواء في انحاء تكساس، ولجأ ثلاثة آلاف من أهالي تكساس الى لويزيانا المجاورة.
وفيما بدأ الوضع بالتحسن في معظم انحاء الولاية، لا تزال بعض الاماكن تمثل خطرا، كما في مدينة بومونت المحاذية لبورت آرثر والبالغ عدد سكانها 120 الف نسمة، في جنوب شرق تكساس.
وقال ابوت ان منسوب نهر نيشيز الذي يعبر الطرف الشرقي لبومونت، ارتفع الى 2،1 متر فوق المنسوب القياسي ولا يزال يرتفع.
وأضاف "هذا يمثل خطرا مستمرا على بومونت والمناطق المجاورة".
وبدأ مستشفى كبير في بومونت اجلاء مرضاه وعددهم حوالى مئتين الخميس بعدما انقطعت المياه، ونقل 12 رضيعا بمروحية الجمعة.
وسعى ابوت الى تهدئة المخاوف من نقص الوقود قائلا "ولاية تكساس سيكون لديها الكثير من البنزين (...) لا تقلقوا، لن تنفد الكميات".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك