ما وقد عاد الرئيس نبيه بري من قطر، والنائب ميشال عون من سوريا فمن المنطقي الافتراض ان موعد إعلان التشكيلة الحكومية قد اقترب.
يضيّق النائب عون الخناق من حول الرئيس نجيب ميقاتي، يبتزه مستقوياً بحزب الله، بسوريا وبكونه رئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية.
من الطبيعي ان يطلب ميقاتي مساعدة سوريا، لكن حسابات دمشق بانورامية، فهي تريد لعون ان يتدلل ولو على حساب الرئيس ميشال سليمان والنائب سليمان فرنجية.
فرنجية من جهته زعلان من ميقاتي وله حساباته، إذ هو يريد تعزيز موقعه عشية انتخابات الرئاسة الاولى المقبلة وعشية الانتخابات النيابية المقبلة.
من جهته يرغب الرئيس بري، بعد غلطة الوزير علي الشامي، ان يستعيد موقعاً وزارياً مؤثراً على الاقل في حقيبة سيادية وفي حقيبة خدماتية حرزانة كالصحة.
اما حزب الله فيكفيه ان يرضي حليفه الاساسي ميشال عون خصوصاً وانه سيحصل على ثلاثة وزراء على ذوقه.
إذا اضفنا الى حصة عون والحزب والحركة بعض الوزراء المؤيدين لوصلت حصة الثامن من آذار الى الثلثين واكثر.
يعني هذا ان ميقاتي سيكون اسيراً كأنما لا يكفيه انه مطوّق من طائفته مع توقع المزيد من الضغوطات عليه.
لا يشكك المراقبون بذكاء ميقاتي ولكن الرجل وُضع في موقف حرج والذين قالوا سابقاً انهم سيسهلون مهمته هم الذين يريدون "هبش" الوزارات من امامه.. كان الله في عونه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك