وصل رئيس حكومة تصرف الاعمال سعد الحريري الى طرابلس بعد مهرجان الاحد 13 اذار في ساحة الشهداء ببيروت، هذه الزيارة المقررة لثلاثة ايام والتي تنتهي بمهرجان شعبي بعد ظهريوم غد الجمعة، يشارك فيه كل الشماليين، تأتي هذه المرة بعد المهرجان الحاشد وليس قبله. وهي زيارة تندرج في الدرجة الاولى لشكر الطرابلسيين والشماليين على مشاركتهم الحاشدة والفاعلة وفي الدرجة الثانية للتواصل مع قواعد تيار المستقبل تلبية لما أسفرت عنه الزيارات التي سبقت مهرجان الاحد من نتائج تلمسها امين عام تيار المستقبل احمد الحريري ونواب التيار الذين استمعوا الى هواجس القواعد المستقبلية ومقترحاتهم المتعددة الاوجه.
الرئيس الحريري الذي شاء ان يستهل زيارات الشكر الى كل المناطق اللبنانية من طرابلس والشمال باعتبارها منطقة الثقل الشعبي المستقبلي الاول والركيزة في اي نشاط ومناسبة مستقبلية، انما استهدف توجيه جملة رسائل في اكثر من اتجاه حسب المصادر السياسية المتابعة ابرزها:
أن الرئيس الحريري قد استمع جيدا الى نصائح المستشارين والمقربين من ضرورة زيارة الشمال بعد المهرجان والغاء الزيارة التي كانت مقررة في 8 آذار لتجييش الناس وأن ما قام به احمد الحريري كان وبعض النواب كان كافيا على أن تأتي الزيارة بعد المهرجان للشكر وللوقوف على مطالب وشجون قواعده الشعبية والنزول عند خاطر الطرابلسيين والشماليين.
وأن الرئيس الحريري لا يأتي الى طرابلس والشمال كما هو اعتاد عليه في السنوات السابقة حين كان يحضر في كل استحقاق يغدق الوعود ثم يغيب ليعود في استحقاق جديد ولذلك فإن الزيارة بعد المهرجان هي للشكر وللاطلاع والتواصل وليسأل الناس ماذا تريدون وليس ماذا نريد منكم.. وبذلك يضع حدا للأقاويل والاضاليل والشائعات ويسحب من التداول مادة يستغلها اعلام 8 آذار وقياداته حسب رأي مصادر مقربة من التيار.
وأن الرئيس الحريري يأتي الى طرابلس مدينة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وفي هذه الزيارة الكثير من المعاني في هذا الاتجاه موحيا أن الحيثية الشعبية «المستقبلية» في طرابلس هي على حالها لم تتراجع ولم تتأثر وانه من قلب هذه المدينة يستطيع الرد - وإن بطريقة غير مباشرة - على الرئيس ميقاتي أن طرابلس ليست لميقاتي وحده، انما هو - اي الحريري - شريك اساسي في جمهور طرابلس والشمال، لا بل قد يكون الاقوى شعبيا على مستوى أقضية الشمال من عكار الى المنيه والضنية، وهذا ما يسعى اليه الرئيس الحريري ويهدف الى ذلك من خلال الدعوة الشاملة الى المهرجان الشعبي الذي يحشد له تيار المستقبل من أقضية الشمال وبشكل مكثف عبر مكبرات الصوت الجوالة في كل المناطق التي تدعو الى المهرجان عصر يوم غد الجمعة والذي يقام في باحة معرض رشيد كرامي الدولي نظرا لفساحة المكان الذي يتسع للألوف المتوقع مشاركتها فيه.
وأن هذه الزيارة للرئيس الحريري تندرج ايضا في اطار التحضير لخطوات اخرى بعد اشارة يوم الاحد الماضي وفي اطار متابعة التحركات لسحب السلاح واسقاط «حكومة الانقلاب» حسب الوصف الذي اطلقه تيار المستقبل وقوى 14 آذار عليها.
وأن الزيارة وإن كانت للشكر فهي ايضا في اطار التعبئة العامة واستنهاض الشارع الطرابلسي والشمالي وشد عصبه وتلبية مطالبه واعادة احتوائه في مواجهة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي استطاع التأثير على الشارع الطرابلسي وكثير من الشارع الشمالي عموما يوم الاحد وتمكن من خلال هذا التأثير من خفض عدد المشاركين من الطرابلسيين نظرا للعلاقات الوثيقة والتواصل الاسبوعي بين الطرابلسيين وميقاتي طوال السنوات التي مضت ولا يزال دون أي انكفاء منه.
وأن الزيارة هي لوضع القواعد المستقبلية على أهبة الاستعداد بانتظار صدور القرار الاتهامي وما قد ينعكس على الشارع وما يحتاجه الى تحركات ميدانية تستدعيها المرحلة المقبلة ازاء حكومة قد تتشكل من لون واحد - حسب رأي المصادر - وقد تسعى هذه الحكومة لاسقاط المحكمة مما يستدعي ضرورة اسقاط «السلاح» وعليه يبقى الشعار صاحيا جاهزا للمواجهة الشعبية التي تكون ركيزتها طرابلس والشمال.
الرئيس الحريري بدأ منذ ليل امس الاول (ليل الثلاثاء) وصباح امس الاربعاء بلقاءات استهلها مع منسقي المستقبل ونوابه وكوادره مطلعا على الاوضاع والشؤون والشجون ومستمعا الى المقترحات والاراء لينطلق بعدها الى لقاء المجالس البلدية والمخاتير في طرابلس وفاعليات من الكورة والضنية والمنية وعكار والهيئات الدينية والعلمائية والنقابية.
على أن يعقد مساء اليوم الخميس لقاء موسعا تحضيريا لمهرجان غد الذي يلتقي فيه جموع الطرابلسيين والشماليين.
وكان الحريري قال أمام الوفود في اليوم الأول الذي قضاه في طرابلس انه «اذا اعتقد البعض انه من خلال اسقاط الحكومة والضغط بقوة السلاح على بعض القوى السياسية لتبديل موازين القوى لصالحه باستطاعته تهميشنا او الغائنا سياسيا فانه واهم كل الوهم، لان اي استقواء بالسلاح لن يفيد في تخويف أو ترهيب الناس كما تأكد للجميع من خلال الحشد الشعبي الواسع الذي شهده وسط بيروت يوم الاحد الماضي».
واشار الى أن طرحنا قيام مشروع الدولة، وان تكون الدولة هي المسؤولة عن السلاح، وقرار السلم والحرب، والحفاظ على امن المواطنين واستقرارهم، ليس طرحا مستحيلا كما يصوره البعض، وليس شعاراً نتغنى به وانما هو خطة سنعمل ما في وسعنا لتحقيقها لمصلحة الوطن ومستقبل كل اللبنانيين.
واضاف: «الكل يعرف التضحيات التي قدمناها خلال السنوات الست الماضية في سبيل الحفاظ على الوحدة الوطنية والنهوض بالوطن نحو الافضل، وقد كنت صادقا وامينا في مفاوضاتي مع الاطراف الاخرين من اجل الوصول الى هدف تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والحقيقية بين كل اللبنانيين في مؤتمر المصالحة والمساهمة الذي كنا نعمل على انعقاده برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في الرياض، لانه ليس منطقيا ان تنتهي الحرب الاهلية منذ عشرين سنة وما يزال بعض الاطراف السياسية ومن يمثلونهم متخاصمين ويقاطعون بعضهم بعضا في اكثر من منطقة لبنانية، نحن لم نكن نفاوض من موقع ضعيف، كما يعتقد البعض، بل كنا نفاوض من موقع قوة التأييد الشعبي الذي منحنا ثقته في الانتخابات النيابية الاخيرة لحل الازمة السياسية القائمة في البلد وليس لأي هدف آخر».
وختم قائلا: «نحن نعاهدكم باننا سنكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مسيرة تطوير وتحديث الدولة والمجتمع وتنمية المواطن، مسيرة العبور الى الدولة والنظام الديموقراطي الصحيح. وهذه الزيارة هي باكورة تحركات ستشمل باذن الله الشمال وكل المناطق اللبنانية، انا هنا لاقول شكرا لأهل طرابلس ولأهل الشمال، وان وجودي معكم هو امر طبيعي لأنني اتواجد بين اهلي واحبتي وفي صفوف القاعدة الصلبة لقوى 14 آذار، انتم تمثلون احد الخطوط الرئىسية للدفاع عن الدولة والدستور والنظام الديموقراطي، ونحن نمشي معكم خلف هذ هالخطوط».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك