ليست الصداقة مجرّد علاقة تُبنى بين شخصين. هي ليست بهذه البساطة. إنها ربّما من أجمل أنواع العلاقات التي يمكن للمرء أن ينسجها مع الذي يكتشف أنه شبيهه في الروح أو حتّى توأمه.
غالباً ما تنعش علاقات الصداقة الحقيقيّة والصادقة حياتنا اليوميّة بالكثير من الطاقة الإيجابيّة. تعيد إلينا أملاً فقدناه أو كدنا، في أنّ الحياة لا تخلو من نفوس مصنوعة من المحبّة والألفة والمودّة.
ولكن، إذا ألقينا "نظرة" على الحياة التي يعيشها الفنّانون والفنّانات في العالم العربي وخصوصاً في لبنان، لا بدّ من أن نلاحظ أنّ الصداقة في ما بينهم (المحصورة بين فنان وفنان آخر)، والتي تُعتبَر من أجمل أنواع العلاقات بين الناس، بعيدة وغير موجودة لدى عدد كبير منهم.
لا ننكر أنّ الإلفة والمودّة الحقيقيتين قائمتان بين بعض الفنانين، إلا أنه من النادر أن تتجسّدا على شكل صداقة دائمة بينهم قدر المستطاع، وذلك على عكس ما يمكن التوقف عنده من علاقات صداقة بين عدد غير قليل من النجوم في بلدان أخرى ومناطق جغرافيّة غير عربيّة.
لماذا تغيب الصداقات، ومن دون تعميم، بين النجوم؟ ولماذا يتجنّب العدد الأكبر من الفنّانين بناء علاقات كهذه مع زملائهم والذين يتقاسمون معهم المهنة والهوى؟ وهل حاولوا أن يتخايلوا إلى أيّ مدى من الممكن أن تضفي الصداقة في ما بينهم أجواء جميلة على الوسط الفنّي، مقلّصةً مشاعر الغيرة والحسد والمواقف السلبيّة الكثيرة التي يواجهونها علناً؟ ألم يَحِنْ الوقت ليؤْمِنوا بالصداقة؟
أسئلة تبقى برسمهم...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك