تتباين التوصيفات والتشخيصات لظاهرة ميشال عون إلى حدّ التناقض. له من المحبين والمؤيدين بقدر المعارضين والكارهين. شخصية حادة لا تحتمل الرمادية في ردات الفعل تجاهها. وطبعاً، في قدرة الرجل على مخاطبة الرأي العام، واحد من أسرار حضوره. يملك من "الكاريزما" ما يكفيه ليكون زعمياً. ولتلك "الكاريزما" مفاتحيها، كما تشرحها الاختصاصية بعلم النفس الاجتماعي والحائزة على دكتوراه في البرمجة اللغوية العصبية ليلى شحرور.
نبرة عالية، يدان في حركة دائمة، كالعينين اللتين تحلّقان بين الموجودين. عسكري بامتياز. انفعالي، وانفعاله في الضوء دائماً. خطاه تشبه نبرته. يدخل الحالة الانفعالية، أحياناً إرادياً، لاعتقاده أنها "الفيزا" الأسرع لاختراق أذهان جمهوره، وفي أحيان أخرى، تفلت زمام الأمور من بين يديه، فيصبح أسير تلك الحالة.
كريم بنصائحه، تعكسها نظرة العينين الحاضنتين لمحدّثه. ابتسامة صادقة تجتاح سحنته، وعفويتها طاغية. وضعية رأسه ثابتة مثلما ثباته لتحقيق أهدافه. في طريقة جلوسه بعض الانغلاق. ولاستخدام حركة يديه، تفسير واحد وهو الاستنفار الدائم الذي يطغى على شخصيته، أسوة بمشيته، ويعود ذلك إلى نشأته العسكرية. لدوران نظراته حول المحيطين به، قراءة محددة، ومفادها أن ردات فعل الآخرين تهمّه، ولهذا يحرص على التواصل النظري معهم.
لِيَدَيْ الجنرال "حكاية"، لها "رفيقتها" في لغة الجسد، ذلك لأن اليدين تتحركان بقرار مباشر من العقل. يستخدم يمناه، في حركة كالمنشار، انسجاماً مع الخطاب العنيف، وكأنه يقول إن هذه المسألة خط أحمر. فتتناسق نبرة صوته مع مفرداته. وإذا كان يتناول قضيّة تمسه أو تمسّ مجموعته أو مسيحيته، تلازم يده مستوى الصدر، والقلب تحديداً، تعبيراً عن صدق انفعاله. أما "خصلة" وضع اليدين في جيب بنطاله، فمردّها إلى رغبته بعدم البوح بكّل ما لديه.
(كلير شكر - السفير)
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك