لم تكن أغنية "هلأ تا فقتي" التي أطلقها النجم وائل كفوري أخيراً حديثَ لبنان والعالم العربي فقط من حيث جمال الأداء الغنائي فيها أو الاستحسان الذي لقيَتْه كلاماً ولحناً وقصة. بل شكّل هذا العمل الجديد لكفوري مادّة لثرثرة البعض وإكثارهم من الكلام الفارغ...
حققت "هلأ تا فقتي" نجاحاً كبيراً جداً لناحية "الشوشرة" التي خلقتهاإيجابياً في كل مكان، بدءاً من الاستماع إليها عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ووصولاً إلى التوقف عندها عبر الإذاعات وحتّى حفظها على الهاتف الذكي أو اللوح الإلكتروني.
ولعلّ أكثر ما ميّزها هي أنها تكملة لقصّة أغنية "لو حبنا غلطة" التي كان وائل طرحها منذ سنوات عدّة آتياً بقصّة جميلة ومكمّلاً إياها بسطور لم تجسّد إلا نهايةً حزينة.
غير أن البعض، متلقّين أو صحافةً، لم يجدوا مادّة للكلام عن الأغنية أو للكتابة عنها إلاّ بتوظيف قصّتها الحزينة في سبيل إطلاق الكلام الفارغ والثرثرة على النجم وائل كفوري عبر التطرق إلى تفاصيل لا تعنيهم كونها تتعلّق بحياته الشخصية.
هؤلاء تكلّموا أخيراً بشكل كبير على خصوصيات كفوري وما إذا كان سيتمّ الطلاق بينه بين زوجته، بعد اختلاقهم رابطاً بين قصة الأغنيتين، وعلى خلفية "خْبار" أطلقها البعض من هنا وشائعة لفّقها البعض الآخر من هناك حول مشكلات زوجية بينهما.
ولعلّه الجدير في هذه السطور أن نذكر أنّ التدخلّ في الحياة الخاصّة لكفوري ليس من شأن أحد على الإطلاق. فليكن النظر والاهتمام والتركيز على رصيده الفني الذي لطالما كان رائعاً.
ربّما على البعض أن يفهم أن وائل كفوري نجمٌ لا يعرف أن يقدّم إلاالإبداع والفن الجميل والمستوى الراقي منه. هو بعد أكثر من عشرين عاماً على المضي في مسيرة غنائية، أثبت أنه من النجوم الأوائل وخصوصاً منذ اتخاذه القرار الدهيّ بإطلاق أغنيته الأولى "ما وعدتك بنجوم الليل" والتي ما زال الناس يردّدونها إلى اليوم بالزخم نفسه، سواء أكانوا من المعجبين به أو العكس. وتعترف الغالبية بأن هذه الأغنية كانت المفتاح الأساس لدخوله إلى قلوب الناس عدا عن إطلالاته في برنامج "ستديو الفنّ".
وعلى جميع مطلقي الثرثرة وأصحاب الكلام الفارغ أن يدركوا أن كفوري هو فنان لم يشهد مشواره الفني أيّ سقوط إلى هذه اللحظة، ليس فقط على مستوى الأداء الغنائي، إنما أيضاً لناحية حسن اختيار الأغنيات الجميلة والقدرة على معرفته بأنها ستدخل إلى قلوب المستمعين بدون استئذان. هذا فضلاً عن نقطتَي القوة الأخريين لدى "ملك الرومانسية": تمتّعه بذوق رفيع في انتقاء أعماله وتحقيق حفلاته نجاح كبير ودائم.
لم يخذل وائل كفوري يوماً محبيه ولا الموهوبين في الإنصات. والفنان الذي لا يخذل من المعيب أن يُخْذَل! ومهما حاولتم إسقاط وائل كفوري بكلامكم الفارغ فهو لن يسقط.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك