يكشف وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب أن وزيرة المال ريا الحسن لا تدفع الأموال المستحقة لإنجاز المصالحات العالقة في الجبل ولا ترد على إتصالاته الهاتفية لأمر أكثر من طبيعي وذلك لأسباب عدة.
أول هذه الأسباب يعود الى ذهنية تيار المستقبل وكيفية مقاربته الملفات في الوزارات التي يمسك بها، وهنا على سبيل المثال لا بدّ من التذكير، كيف كان هذا التيار يوزع أموال المهجرين عبر مسؤوليه في الوزارة، على مناصريه الذين لم يرون التهجير في حياتهم، تارة لحشدهم وحثهم على المشاركة بكثافة في تظاهرة الرابع عشر من آذار، وطوراً للتصويت لمصلحة لوائحه في الإنتخابات النيابية أو البلدية، وخير دليل على هذا الكلام النسب المرتفعة للتعويضات الموزعة قبل هذه الإستحقاقات وتحديداً بين العامين 2005 و2010. كما أن التدقيق بهذه النسب يبرز بما لا يقبل الشك نسباً مرتفعة من التعويضات الموزعة في بيروت وطرابلس وغيرها من المناطق التي لم تكن ضحية التهجير كما كان الحال في الجبل.
السبب الثاني الذي يدفع وزيرة المال الى عدم دفع أموال المصالحات العالقة في الجبل، مرده الى النتائج السياسية الإيجابية التي يمكن أن يحصدها التيار الوطني الحر ورئيسه العماد ميشال عون من إنجاز هذه المصالحات، إذ أن قطار هذه الأخيرة لم يكن لينطلق لولا الزيارة التاريخية التي قام بها الزعيم المسيحي الأول في لبنان العام الماضي، الى دارة الزعيم الدرزي الأول، رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، وكان الهدف منها طي صفحة الماضي الحافلة بالخلافات المسيحية - الدرزية، على رغم أن الجنرال لم يكن شريكاً خصماً في هذه الخلافات.
أما السبب الثالث، فيمكن القول به إنه "فشة خلق" يقوم بها تيار المستقبل بحق رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، الذي لولاه لم تستطع قوى المعارضة السابقة أن تسمي نجيب ميقاتي رئيساً مكلفاً للحكومة على حساب سعد الحريري الذي خسر في الإستشارات النيابية الملزمة بسبب أصوات نواب جبهة النضال الوطني، وبالتالي يحمل تيار المستقبل اليوم مسؤولية ما حصل لحليف الأمس، وبالتأكيد ليس من الوارد أن يقدم له خدمات بهذا الحجم في الوزارات التي لا يزال يصرف أعمالها.
سبب رابع وأخير، يعود الى أن تيار المستقبل الذي تمثله ريا الحسن في وزارة المال، لا مناصرين أو مؤيدين أو حتى ناخبين له في القرى التي تحتاج الى هذه الأموال لإستكمال مصالحاتها.
إذاً هذه الأسباب مجتمعة، اضف اليها بعض الإعتبارات المتعلقة بكيدية تيار المستقبل ومحسوبياته في التعاطي مع الملفات المالية، شكلت العائق الأساس الذي دفع الوزيرة الحسن الى عدم دفع أموال المصالحات وعدم الرد على إتصالات الوزير شهيب، ولكن، يبدو أن الحسن لم تقرأ بعد الجملة التي علقها الرئيس الراحل رفيق الحريري على عتبة السراي الحكومي وهي "لو دامت لغيرك لما وصلت اليك"، ولم تشعر بعد انها باتت وزيرة تصريف أعمال وأنها ستسلم مهامها لوزير آخر فور تشكيل الحكومة المنتظرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك