قرّرتُ، منذ اليوم، أن أرشّحكِ الى الانتخابات النيابيّة.
اجعليني عنصراً في ماكينتكِ الانتخابيّة. أحسب الأصوات، أرشي من يرتشي، أضغط على من يرضخ. دعيني أمارس سلطتي على عشّاقكِ. أنكّل بهم. آسرهم. أحوّلهم الى لاجئين لا حول لهم ولا قوّة ولا قدرة على اللقاء بكِ.
أنا أهوى اغتصاب السلطات. أهوى اعتلاء المنابر ومخاطبة الجماهير، أضحك عليهم، أسخر منهم، أطلق لهم وعوداً كاذبة. أعدهم بالربيع فلا يأتي. أحدّثهم عن تغيير ولا تغيير. أرسم لهم مستقبلاً باهراً من صنع مخيّلتي. الجماهير يا جميلتي، كالعشّاق، يفرّون من الواقع، ولو الى المجهول.
تعالي نبتكر مرصداً لعشّاقكِ. نحصد ضحايا عينيكِ. نصيب حيناً ونخطئ أحياناً في العدّ. نخترع قصصاً عنهم لم تحصل. نشوّه صورتهم. نتحدّث عن عاشقٍ ذُبح بنظرة من عينيك، وعاشقٍ آخر رمى بنفسه بعد أن يئس من مبادلته الحبّ، وثالث انتحر بثلاثين طلقة رصاص!
فلنضع برنامجاً انتخابيّاً وهميّاً وغير قابل للتحقيق. فلنعقد المؤتمرات. نتلقّى الدعم. ننفّذ الأجندات الخارجيّة. نرسم المؤامرات...
فليصدر، يا جميلتي، ألف قرار لإدانة ما نفعل. حبّنا أقوى من قرارات الوزارات والقضاء والمجالس الدستوريّة. حبّنا أقوى من المحاور الإقليميّة التي تدعم هذا المرشّح أو ذاك.
لن أنأى بنفسي يا جميلتي. سأنشقّ عن صفوف عشّاقك اللاهثين وراء قبلة في ساحات ثورات الحبّ.
سأندسّ في فراشك لأزرع عبوةً من مشاعر تتفجّر وتوزّع شظاياها في أنحاء جسدكِ...
أنتِ مرشّحتي. أنتِ مدينتي. أنتِ أشرف الناس. أنتِ شعبي العظيم. معاً سنتجاوز الـ 86 في المئة لنعود الى زمن الـ 99.99 في المئة. تبّاً للربيع العربي وللمجتمع المدني وللثنائيّات. أنا منكِ ولكِ. أنا ناخبكِ و... أكثر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك