رغم إرتباط الإنتخابات البلدية والإختيارية الوثيق بالحساسيات العائلية والطائفية وسواها، غير أن صفحتها طويت مساء الأحد، وعلى امتداد الجولات الأربع على مدى شهر بأكمله، دون حوادث او خضّات أمنية تذكر. وهذا الواقع ان دلّ، فعلى المظلة الدولية المخيّمة في سماء لبنان حافظة أمنه واستقراره من جهة، وعلى ارادة الناخب اللبناني من جهة ثانية باسقاط حجج النواب والسياسيين الواهية بالجانب الأمني لتغطية التمديد الأول والثاني، و"الله يستر من الثالث" حسب قول قطب سياسي رفيع!
وبعد طي صفحة "البلدية"، تتّجه الأنظار الى الإستحقاقات الدستورية الأخرى المرتقبة، وفي مقدّمها إستحقاق الإنتخابات الرئاسية، تليها الإنتخابات النيابية.
وقد رأى القطب السياسي في تصريح إلى "النهار الكويتية"، أن "الإستحقاق الرئاسي ، ورغم كونه مرتبط الى حد بعيد بوضوح المشهد السوري، غير ان سيناريو انجازه بات شبه جاهز بانتظار اطلاق الصافرة الاقليمية والدولية للتنفيذ، وبالتالي حضور النواب الى مجلس النواب لإنتخاب الرئيس"، واعتبر أن "الإستحقاق الاهم هو الإنتخابات النيابية التي يفترض أن تلي انتخاب الرئيس مباشرةً على مستوى الاتفاق على قانون الإنتخاب وبدء التحضيرات".
ورأى القطب السياسي نفسه أن "أولى انعكاسات نتائج الإنتخابات البلدية سوف تظهر في أروقة اللجان المشتركة والمتحاورين على مستوى القيادات حول قانون الإنتخاب"، لافتاً الى أن "نتائج البلدية كفيلة بدفن النسبية الى غير رجعة، على الأقل بالنسبة لهذه الدورة الإنتخابية نيابياً"، وشارحاً أن "أبرز ما كشفته الانتخابات البلدية والإختيارية هو أن الأحزاب اللبنانية برمتها، باستثناء العقائدية منها، لم تعد تمون على قواعدها الشعبية ولو بالحد الأدنى، ما يبشّر بربيع لبناني قريب، ان لم تسمح به الطبقة السياسية هذه المرة سينتزعه الشعب اللبناني بالقوة في استحقاقات مقبلة".
ولم يستبعد القطب السياسي ذاته أن "تستحضر هذه الطبقة السياسية مجتمعة ظروفاً أمنية وسياسية صعبة في الأشهر القليلة المقبلة لتكون بمثابة غطاء لتمديد ثالث، لن تجرؤ الطبقة السياسية على فرضه بصورة مباشرة، بل ستعمد الى الاتيان به كأمر واقع، وبأساليب ملتوية كاعتماد "قانون الستين" معدّلاً"، متوقعاً أن "لا يتعدى التعديل الذي سيطاول "قانون الستين" ادخال النسبية في مناطق إنتخابية، محسومة النتائج لسفاً لصالح أحزاب طائفية عقائدية شمولية معروفة!".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك