الجمود والمراوحة عنوان المرحلة اللبنانية الراهنة، وكلاهما يدخل في متاهة الانتظار والترقب لما يدور في الخارج الاقليمي والدولي، بينما أهل السياسة اللبنانيون غارقون في أنانيتهم المفرطة التي أعمت بعضهم حتى عن تبادل التمنيات بالأعياد المبهجة.
هذا الحال مرشح للاستمرار أقله الى ما بعد رأس السنة، وبديهي أن من ينتظر منذ 24 أيار 2014 ومن عقد الآمال على 34 جلسة انتخابية أحبطها غياب النصاب القانوني بفعل المقاطعة النيابية يستطيع الانتظار أكثر، شرط ان تكون النتيجة بحجم المأمول منها، وحتى اللحظة ما زال حابل التسوية الرئاسية التي طرحها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مختلطا بنابل التجاذبات الداخلية بين 8 و14 آذار، وبين كلّ منهما مع نفسه، وبحسب ارتباطه بالخيوط الاقليمية أو الأبعد من الاقليمية، خصوصا بعد الفرز المتسارع للوضع في سوراة، حيث توظف العمليات العسكرية الروسية، خصوصا، في خدمة تشكيل القوى المؤهلة للحوار التفاوضي، وحيث ان التصادم في الادوار بات واضحا بين الروس والايرانيين مع تزايد المعلومات عن التحول الايراني الميداني نحو ساحات العراق، وكأننا امام تقاسم اميركي-روسي للميدان السوري-العراقي، الروسي يتفرد بالميدان السوري والاميركي يستعيد فرض قبضته على الوضع العراقي بالتناغم مع الايرانيين.
مصادر في 14 آذار تقول لـ"الأنباء" ان حلول الروس محل الايرانيين في الميدان السوري لابدّ ان يبدل الاحوال في لبنان بشكل أو بآخر، على مستوى حضور "حزب الله"، المستهدفة مواقعه السورية من جانب الطيران الاسرائيلي على نحو اثار الارتياب في الموقف الروسي الغاضض للنظر.
المصادر لا تستبعد ان يتأثر المدد التسليحي للحزب من مصدره الاساسي الذي هو سوريا، لكنّ حضوره السياسي المدعوم بقواعد اقتصادية واستثمارية منتجة لن يتأثر بالسرعة التي يتمناها البعض، بدليل ما اقر به الوزير الكتائبي السابق سليم الصايغ من انه يتعذر انتخاب رئيس للبنان دون موافقة حزب الله، وأن النائب سليمان فرنجية يدرك ذلك، لهذا لن يطرح نفسه كمرشح رئاسي بموجب التسوية المطروحة، وقبل ضمان موافقة الحزب المحكومة بحتمية رضا العماد ميشال عون.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك