اذا كان لقارئيّ الأبراج، كلام موسمي في الأحداث، على عتبة كلّ عام.
فلقارئيّ السياسة، كلام في كلّ حدث وموسم. انّهم "المنجّمون" الدائمون.
وكما أنّ لهم قراءاتهم، في وقائع الماضي والحاضر،
لهم تقديراتهم، وخواطرهم، في توقّعات المستقبل، وتحوّلات الـ2012.
****
انتهاء أزمة سوريّا، واندلاع أزمة ايران.
يُصبح سلاح "حزب الله" زينة للموت المجّاني.
يتحوّل انكار الحقيقة والعدالة، الى عبء قاتل.
يبلغ الانقلاب المسلّح نهايته.
يكون خلاص الندّيْن، 8 و14 آذار، في النعَميْن:
- نعم للدولة، مرجعا للأمن والدفاع والسيادة والسلاح.
- نعم للعدالة، علاجا للفتنة وبلسما للجروح.
****
في سوريّا تُدرك سلالة الأسد خاتمتها. ويكون عصر جديد.
مصير لبنان معقود على نجاح اللبنانيّين في التعامل مع هذا العصر.
جميل أن تنشأ ديمقراطيّة على تخوم لبنان. فاستقراره واستقلاله لا يتطلّبان أكثر.
أمّا غير ذلك .. فالمصيبة عظيمة!
****
تسقط الخدعة الكبرى، "الممانعة والمقاومة"، أمام اطمئنان اسرائيل وهدوء الجولانيْن:
جولان سوريّا - الأسد. وجولان لبنان - "حزب الله".
وأمام ابتعاد "حماس" عن دمشق وطهران.
وأمام الرمال المتحرّكة في العراق.
يتبدّد شعار "الهزيمة الأميركيّة" في غبار التطوّرات، وسطوع الربيع العربي.
وجه المنطقة يتغيّر .. ولكن، ليس في اتجاه "الوعد الصادق" ونبوءة الفقيه.
ينكسر "القوس المقاوم"، أو "الهلال الممانع"!
****
المسيحيّون أمام امتحانهم الحاسم:
1- يخضعون لخوفهم وتخويفهم، فيختبئون وراء قفّازاتهم، على طريق الضمور، فالاضمحلال.
2- أو يخوضون عباب الموج، ويشاركون في ادارة دفّة السفينة العربيّة، نحو النجاة وبرّ الأمان.
لقد نجحوا دائما في كلّ امتحانات التاريخ،
فحذار التعثّر والرسوب، هذه المرّة.
****
14 آذار، تجدّد ربيعها، بعد 7 سنوات.
أبوّتها للربيع العربي، ونجاح خياراتها، يجب ألاّ يُسكراها.
جميل أن تنتصر بهدوء، والأجمل أن تحتضن الخراف الضالّة ...
ولكن، ليس في حسابات انتخابيّة، كما في رباعيّة 2005.
****
وفي الـ2012، يبدأ "الدوري العوني" طريق نهايته، ذهابا وايابا.
في دور الذهاب، صعد تحت شعار "السيادة والاستقلال".
وفي دور الاياب، هبط تحت شعار "الاصلاح والتغيير".
وتحت الشعاريْن تفاقمت كلّ آفات السياسة والأمن والمال والفساد.
ولا يبقى سوى مشهد طاحونة هواء، وضربة سيف في الماء.
****
ليت السياسةَ تستعيد معناها الأصيل: ادارة راقية لشؤون الناس، وصدق، وأخلاق.
ليتها تُحيي قاموسها الأنيق، كما في زمن الكبار.
لو يتوقّف الرذاذ الأسود، المنهمر من المنابر.
لو تبلعُ الأحذيةُ والأحزمةُ ألسنتَها، وتحترق سمومُ الأفكار والكلمات، في جحورها.
****
أتركوا مكانا للقلب، يا أهل العقول. فالاحساس الصادق أعلى درجات المعرفة.
اذا انفردت العقول بادارة الحياة، يتمدّد اليباس.
حاولوا انعاش الأفكار الجافّة برحيق المشاعر النبيلة.
ومع اشراقة العام الجديد، ردّدوا قول الشاعر ألفرد دو موسّيه:
"اقرع بابَ قلبك، فهنا يكمن النبوغ"!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك