لفتت صحيفة "الأخبار" الى ان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان ابتعد خلال زيارته الى لبنان "عن انتقاد الحكومة التي أوحت واشنطن أكثر من مرة في الأشهر الأخيرة بأنها تنظر إليها على أنها حكومة حزب الله".
واشارت "الأخبار" الى ان فيلتمان شدّد على اقتناع إدارته بأن رحيل الرئيس السوري بشّار الأسد حتمي، ولم يعكس تردّداً في هذا الاعتقاد ولا شكوكاً في إمكان التعويل عليه مجدّداً، بل لاحظ بعض مَن التقى الدبلوماسي الأميركي أنه ظهر حازماً في عرض وجهة نظره حيال توقع سقوط النظام. لم يعد الأسد في رأي إدارته جزءاً من الحلّ كما كان لبعض الوقت، غداة اندلاع الاضطرابات في سوريا، بل أمسى في صلب المشكلة وعقدتها، وإن هذه لن تجد حلاً من دون رحيله كشخص ونظام في آن واحد. بات ذهاب الأسد أفضل من بقائه بعدما تحوّل عنصراً سلبياً في استقرار المنطقة.
ولفتت الصحيفة الى ان فيلتمان قال أمام محدثيه إن تنحّي الأسد يعني رحيل النظام برمته. لا رهان على الرئيس بلا نظامه، ولا على النظام من دون الأسد. أشار أيضاً إلى أنه لا هدايا له بعد الآن، وأنه يتعيّن على النظام أن لا يعتقد بأن عودة السفير روبرت فورد إلى دمشق هدية للرئيس السوري، بل رسالة إلى الشعب السوري والمعارضة تعلن وقوف واشنطن إلى جانبهما.
ورأت "الأخبار" ان فيلتمان، وبمعزل عن الطريقة التي حصل بها تمويل المحكمة الدولية، أظهر تقديراً بارزاً لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إذ وجد في مسارعته إلى التمويل تأكيداً جدّياً على التزام الحكومة اللبنانية القرارات الدولية. وهو أمر يتخطى في رأي واشنطن الجانب المالي من المسألة، كي يؤكد ارتباط لبنان بالشرعية الدولية والقرارات التي تعني هذا البلد، ولا تقتصر على القرار 1757، بل تشمل أيضاً القرارين اللذين سبقاه، وهما القرار 1559 والقرار 1701.
وقالت الصحيفة ان فيلتمان توخى باجتماعه بقيادات في قوى 14 آذار تأكيده عدم التخلي عنها واستمرار السياسة الأميركية المتبعة حيال لبنان منذ عام 2005. إلا أنه أفصح عن نظرة واقعية إلى الدور الإيجابي الذي يضطلع به ميقاتي على رأس الحكومة الحالية، سواء بالحرص على الاستقرار أو التزام القرارات الدولية، وأخصّها المحكمة الدولية. ولفتت الصحيفة الى ان الأميركيين ينظرون إلى ميقاتي على أنه يشتغل على الفكرة المحورية التي تدير علاقتهم بقوى 14 آذار، من خلال جهود يبذلها حيال سيادة لبنان واستقلاله وبناء دولة مستقلة ومستقرة فيه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك