القصة مش رمانة القصة قلوب مليانة.
ثالوث الأحداث اللبنانيّة في اليومين الأخيرين أعاد خلط أوراق التحالفات ضمن البيت الواحد، والأخطبوط الخماسي الذي طيّر حكومة الرئيس سعد الحريري يتخبّط، ويطيّر أزمة إستقالة الحكومة الى جولة أخرى
واللبنانيون بين مطرقة قرارات الحكومة وسندان إرتفاع الأسعار العشاوائي المرتقب في شهر عيد الميلاد، وبأي حال عدت يا عيد.
"ضربة معلم"، بإختصار إنها الخطوة التي قام بها الرئيس نجيب ميقاتي خلال جلسة الحكومة
والتصويت الذي أسقط مشروع الوزير شربل نحاس.
هدفان في شباك التيار العوني. فبعد هدف التمويل أتى الهدف الثاني من جيب ميقاتي
وبالتالي لم يعد أمام التيار الوطني الحر سوى الهجوم في وقت بات الدفاع مكشوفاً والركلات كثيرة.
في شريط الأحداث وبعد بروز الإنقسام الحكومي، بدى الإنقسام بين الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية حيال وسائل الاعتراض على القرار كما صدر.
وكثرت الاتصالات والاجتماعات على خط الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام علّ الاتحاد يقبل القرار الحكومي الجديد. وما بات معلوماً أن ثمة توافق مبدئي على طرح اضافات اجتماعية وتقديمات كدعم المازوت والبنزين ومعالجة بعض النقاط العالقة في القرار .
من جهة أخرى مضت هيئة التنسيق النقابية في رفضها القرار ودعت الى الاضراب والتظاهر الخميس المقبل.
من جهته إعتبر وزيرُ العمل شربل نحاس أن اقرار مجلس الوزراء مشروع تصحيحِ الاجور المقدم من الرئيس ميقاتي عبر التصويت والذي كان البديل مِن مشروعه تخطٍ للأصول القانونية، وأكد أنه سيكون للتيار الوطني الحر موقف في السياسة وسيكون معارضة جِدية للنهج المعتمد.
أما على صعيد المواقف المزدوجة لحزب الله من ملف تصحيح الأجور وبعد تصويت وزراء الحزب لصالح مشروع ميقاتي، أعلنت التعبئة التربوية المركزية في الحزب تأييدها لـ "القرار الصادر عن هيئة التنسيق النقابية، والقاضي بالإضراب والتظاهر والاعتصام، ودعمها للتحرك القائم لتحقيق المطالب والرافض لطريقة معالجة مجلس الوزراء لمسألة الأجور والأزمة المعيشية.
أما على الصعيد السياسي فقد أنهى مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى "جيفري فيلتمان" زيارته لبيروت حيث التقى في أول يوم للزيارة الرئيس نجيب ميقاتي وسلمه رسالة من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون رحبت فيها بخطوة تمويل المحكمة الخاصة بلبنان.
ثم زار رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب السابق نسيب لحود وتناول مساء العشاء الى مائدة الوزير السابق الشيخ ميشال الخوري بمشاركة عدد من المفكرين والمثقفين.
وكان التقى بالأمس رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث طغى ملف الاحداث في سوريا على مجمل اللقاء
وأبدى كلاهما وجهة نظره في التطورات الجارية في سوريا.
لقاءٌ آخر مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والوزير السابق الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي
والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي.
وختم جولته بلقاء طويل ليلا مع عدد من قادة قوى 14 آذار في بيت الوسط استمر مدة ثلاث ساعات وتخلله مأدبة عشاء.
لم يلتقِ جيفري فيلتمان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي غادر الى أرمينيا والذي كان ممتعضاً من معاملة الادارة الأميركية له خلال زيارته الأخيرة الى نيويورك في أيلول حيث لم يحدد له أي موعد رسمي على غرار اللقاء الذي جمع الرئيس ميقاتي بالوزيرة كلينتون.
أما على الصعيد الامني فقد وقع إنفجار صباح اليوم في منطقة النباعة بين البرج الشمالي والحوش استهدف دوريةً تابعةً للكتيبة الفرنسية. وبحسب المعلومات الأوليّة فقد أسفر الانفجار، الى إصابة أربعة جرحى من الكتيبة الفرنسية ومدني واحد.
من جهة أخرى خطف عضو مجلس إدارة مصنع Liban lait أحمد زيدان على يد أربعة مسلحين ملثمين يرتدون اللباس الاسود، حسَب ما أفاد سائقه في بلدة حوش سنيد في البقاع والقوى الأمنية تنتظر إتصالاً من الخاطفين.
إقليمياً أثار كلام الرئيس السوري بشار الاسد لشبكة "إي بي سي" الاميركية، أن الجيش وقوى الامن تتبع للحكومة لا لرئيس الجمهورية، وأن أي عمل وحشي ارتكب كان فعلا فرديا لا مؤسساتيا، جملة من ردود الفعل أبرزها من البيت الابيض الذي اعتبر أن إنكار الاسد لعمليات القتل يفتقر إلى المصداقية.
وبعد بث المقابلة حاولت سوريا توضيح ما ورد فيها خصوصا لجهة المسؤولية، فأعلن المتحدث بإسم الخارجية أن الرئيس الاسد لم يسعَ إلى التنصل من مسؤولياته، معتبرا أن المتحدث باسم الخارجية الاميركية حرّف كلام الاسد.
تأتي هذه التطورات في وقت فرضت تركيا عقوبات اقتصادية جديدة على سوريا ومنها فرض ضريبة ثلاثين في المئة على السلع الآتية من سوريا.
من جهة أخرى إستعجلت الجامعة العربية الإجراءات، وطالبت وساطة العراق مع دمشق، وقد وعد الأمين العام نبيل العربي بوقف العقوبات الإقتصادية أذا وقّع السوريون على البروتوكول.
ثم عاد وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بعد لقائه العربي أن بلاده ستجري محادثات مع سوريا حول اهمية إنجاح المبادرة العربية.
وفيما عبر وفد المجلس الوطني السوري أمام البرلمان الأوروبي عن تشاؤمه من إمكانية إيجاد حل سريع للأزمة السورية، محذرا من أزمة إنسانية في غياب حل عسكري من الخارج، كان الرئيس الأسد يلتقي وفدا درزيا كبيرا من لبنان بعد أيام من طلب النائب وليد جنبلاط من الدروز النأي بأنفسهم عما سماه الممارسات ضد الشعب السوري.
إقليمياً أيضاً التقى وزير الخارجيّة الإسرائيلي "أفيكدور ليبرمان" رئيس الحكومة الروسية "فلاديمير بوتين" في موسكو، ليبرمان الذي حذّر من أن تزويد سوريا بالأسلحة المتطوّرة، له انعكاسات سلبية.
من جهته اتّهم بوتين وزيرةَ الخارجيةِ الأميركية "هيلاري كلينتون" انّها أعطت إشارةَ انطلاق الاحتجاجات المناهضة لنتائجِ الانتخابات التشريعية، مؤكّداً أن واشنطن تدعم تصرفات المعارضين في روسيا.
ذكرت تقارير اعلامية ان سقوطَ طائرة استطلاع اميركية من دون طيار في ايران الاسبوع الماضي،
يرجح ان واشنطن تكثف عمليات الرصد للانشطة التي تجري في إيران، في حين أكد الرئيس أوباما أنه يدرس جميع الخيارات بشأن إيران وسوف يعمل مع الحلفاء بمن فيهم إسرائيل لمنع إيران من إمتلاك سلاح نووي.
أمام كل هذه الملفات تبدو الصورة في سوريا ضبابيّة الى حين ظهور نتائج اللقاء العربي العراقي، والأنظار اليوم على التطورات الميدانيّة مع دعوة المعارضة السورية إلى الاضراب العام تمهيداً لاعلان العصيان المدني.
أما الصورة لبنانياً فقد يأخذ خبر الإنفجار الذي طال الكتيبة الفرنسيّة العاملة ضمن قوات اليونيفيل حيّزاً من المتابعات غير أن الكباش الحكومي والخلاف مع الإتحاد العمالي العام حول تصحيح الأجور هو الشغل الشاغل لكل اللبنانيين اليوم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك